بطريرك الكنيسة اللبنانية يخشى من دفع بلاده نحو مزيد من الانهيار
عبَّر بطريرك الكنيسة المارونية اللبنانية الكاردينال بشارة الراعي اليوم الأحد، عن "الخشية في مجاهل لعبة السلطة داخليًا وفي صراع المحاور إقليميًا من أن يدفع لبنان نحو مزيد من الانهيار لغاية مشبوهة".
ووجه خلال عظة ألقاها في صلاة اليوم نداءً إلى "المعنيين بتأليف الحكومة للخروج من سجون شروطهم" وأن "يعملوا بشرف وضمير وإصغاء مسئول إلى أنين الشعب، على تشكيل حكومة قادرة تضم النخب الوطنية".
وكرر الدعوة لـ"إعلان حياد لبنان الإيجابي الناشط، وتلازمًا لعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية الأمم المتحدة، لكي يكون مصير لبنان مستقلًا عن التسويات الجارية في الشرق الأوسط، على حساب حق شعوب المنطقة في تقرير مصيرها".
وقال: "لا يمكن أن يكون لبنان سيدًا ومستقلًا من جهة، ومرتبطًا بأحلاف ونزاعات وحروب من جهة ثانية".
وأعرب عن تأييده "تحسين العلاقات بين دول المنطقة، على أسس الاعتراف المتبادل بسيادة كل دولة وبحدودها الشرعية، والكف عن الحنين إلى السيطرة والتوسع".
وتمنى أن "تنعكس أجواء التقارب المستجد على الوضع اللبناني فيخف التشنج بين القوى السياسية، وتنسحب من الصراعات والمحاور ما يسمح للبنان أن يستعيد حياده واستقلاله واستقراره".
وطالب الدول بأن "تنظر إلى القضية اللبنانية كقضية قائمة بذاتها، لا كملف ملحق بملفات المنطقة".
ويواجه لبنان شغورًا حكوميًا منذ استقالة الحكومة عقب انفجار مرفأ بيروت في أغسطس الماضي، وذلك بسبب خلافات المسئولين على حصصهم الوزارية وشكل وطبيعة الحكومة العتيدة.
ويرافق التأزم السياسي سلسلة أزمات اقتصادية ومعيشية وصحية متشابكة أدت لارتفاع معدل الفقر إلى أكثر من 50 في المائة وإلى تفاقم البطالة والتضخم وانهيار العملة المحلية وتآكل القدرة الشرائية والمدخرات ووقف المصارف لسحوبات الودائع بالدولار الأمريكي وتقييدها بالعملة المحلية.