فضحها «القاهرة: كابول».. قصص إرهابيين يتنافسون على الزعامة
كشف مسلسل «القاهرة: كابول» عن تفاصيل الخلافات التى تحدث داخل الجماعات الإرهابية حول تولى القيادة، التى أكدت أن الإرهابيين يمكن أن يفعلوا أى شىء للوصول إلى الإمارة، مثل القتل والتزوير واختراع فتاوى لا علاقة لها بالدين.
وخلال أحداث المسلسل، يلقى جنود أمريكيون القبض على «رمزى»، قائد التنظيم الإرهابى، الذى يجسد شخصيته الفنان طارق لطفى، فيستغل مفتى التنظيم الواقعة ويحصل على البيعة من بقية الإرهابيين ليكون أميرًا لهم، قبل أن يعود «رمزى» ويوبخه ويعود للسلطة.
وفى الواقع فإن أشهر صراعات السلطة فى التنظيمات الإرهابية حدثت فى تنظيم القاعدة، حينما اتهم الإرهابى سيد إمام الإرهابى أيمن الظواهرى، بسرقة أفكاره وكتبه وفتاويه ونشرها.
وهناك واقعة أخرى كان «الظواهرى» طرفًا فيها، حينما ترك وصية تضم أسماء مرشحين لخلافته فى المنصب، ولم تكن تضم اسم حمزة بن لادن، نجل أسامة بن لادن، وهو ما أحدث خلافات كبيرة فى التنظيم.
خلافات السلطة لم تقتصر على تنظيم القاعدة فقط، فقد انشق الإرهابى هشام عشماوى- على سبيل المثال- عن تنظيم «داعش»، وأسس جماعة «المرابطون»، لأنه يرغب فى أن يكون أميرًا لجماعة إرهابية، ووصل الأمر إلى أنه قرر القبض على الدواعش والتحقيق معهم وقتلهم إن لزم الأمر.
فى السياق ذاته، يقول منير أديب، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إنه كلما كان التنظيم الإرهابى أكثر تطرفًا، تزيد الصراعات حول السلطة داخله، لافتًا إلى أن الصراعات لا تشمل منصب الأمير فقط، بل تمتد للقيادات العسكرية والأقسام الشرعية والفقهية.
وأضاف «أديب»، لـ«الدستور»، أن من أشهر الصراعات التى حدثت فى التنظيمات الإرهابية، الصراع الذى حدث بين الشيخ نبيل نعيم، القيادى السابق فى تنظيم القاعدة، وبين أيمن الظواهرى، إذ اعتبره الأول لصًا لسرقته التمويلات، وكذلك ما جرى مع قاتل المفكر الراحل فرج فودة، المدعو أبوالعلا عبدربه، الذى كان عضوًا فى الجماعة الإسلامية، قبل أن يختلف مع الجماعة بسبب مراجعاتها الفقهية وينضم لتنظيم «داعش»، ثم يلقى حتفه بعد ذلك.
وتابع: «هناك- أيضًا- ما جرى فى فبراير عام ٢٠٢٠، عندما كشفت تقارير يمنية عن حدوث صراع داخل تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب، على خلفية تعيين خالد باطرفى فى قيادة التنظيم، خلفًا لقاسم الريمى، بعد قتله فى غارة أمريكية نفذتها طائرة دون طيار فى اليمن، أواخر يناير الماضى».
ويواجه تنظيم القاعدة مشكلة كبيرة حاليًا فيما يتعلق بتعيين أمير جديد فى إفريقيا، مخافة أن يتسبب القرار فى حدوث صراعات، فمنذ اغتيال زعيم تنظيم القاعدة فيما يسمى «بلاد المغرب الإسلامى»، عبدالمالك دروكدال، المعروف أيضًا باسم «أبومصعب عبدالودود» فى ٣ يونيو الماضى، لوحظت تغييرات على دعاية القاعدة، ويُرجِح ذلك إمكانية حدوث تغيير ما داخل التنظيم الإرهابى واحتمالية نشوب صراع داخلى بين إبراهيم آل قصى، وزعيم القاعدة فى جزيرة العرب، خالد باطرفى.
ومنذ ٤ سنوات، ذكرت تقارير أن تنظيم «القاعدة» يعانى من الانشقاقات، عقب محاولة الدفع بحمزة بن لادن، للمشهد وطرحه كبديل قوى لزعيم التنظيم الحالى أيمن الظوهرى، وحينها كان الكثير من قيادات الصف الأول والثانى داخل تنظيم القاعدة تميل للتخلص من «الظواهرى»، لأنه لم يستطع السيطرة على التنظيم بعد أن أصبح عجوزًا لا يملك القدرة على اتخاذ القرار.
وحينها تردد أن قيادات تنظيم القاعدة طالبت «الظواهرى»، بالتنحى عن قيادة التنظيم، وإفساح المجال للقيادات الشابة، وفى مقدمتهم حمزة بن لادن، لا سيما أن التنظيم يرى أن «الظواهرى» لا يملك الكاريزما التى تؤهله للاستمرار فى منصبه.