سفير أفغانستان: «القاهرة: كابول» عرّف المشاهد بنشأة الجماعات الإرهابية
أشاد الدكتور محمد محق، سفير جمهورية أفغانستان فى القاهرة، بفكرة مسلسل «القاهرة: كابول»، مؤكدًا تواصله مع كاتب ومؤلف العمل السيناريست عبدالرحيم كمال، الذى أكد له أن المسلسل يستهدف تصحيح المعلومات المغلوطة والتعريف بنشأة الفكر التكفيرى والمتطرف لمواجهته.
وقال «محق»، لـ«الدستور»، إن العمل الدرامى متكامل، ويعطى المشاهد المصرى والعربى فكرة عن نشأة الجماعات الإرهابية وتكوينها، خاصة فى فترتى الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى وصولًا إلى أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١.
وأشار إلى أن الجماعات الإرهابية داخل أفغانستان تجد دعمًا من مخابرات بعض الدول التى تسعى لنشر الفكر الإرهابى والمتطرف حول العالم، لافتًا إلى أن الطبيعة الجبلية «الوعرة» ساعدت الإرهابيين على إيجاد ملاذ آمن فى البلاد، مبينًا أن المستوى الأول فى تكتيكات مواجهة الحكومة الأفغانية للجماعات الإرهابية هو المحاربة الميدانية، ويتمثل فى تعاون الأمن والشرطة والمخابرات الأفغانية لمواجهة الإرهاب وقتال تلك العناصر أينما وجدوا فى أى منطقة.
ووجه السفير الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى أعطى تعليماته لإرسال بعثة الأزهر لتدريب الأئمة والمشايخ فى أفغانستان، لنشر الفكر الوسطى المعتدل وإضعاف الأفكار المتطرفة.
ووجه السفير، الشكر، لمصر، شعبًا وحكومة، بمؤسساتها الأمنية والتعليمية والدينية والسياسية على تعاونهم مع بلاده فى شتى المجالات، مشيدًا باهتمام فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بالطلبة الأفغان والسماح لهم بالحصول على فرص الدراسة ومنحهم منحًا دراسية فى الأزهر.
وعن دور البعثة الأزهرية فى تدريب الأئمة الأفغان، أضاف أنها تمثل المؤسسة الدينية الممثلة للوسطية الإسلامية البعيدة عن الإفراط والتفريط والمعارضة للأفكار المتطرفة، مشيرًا إلى أن البعثة أسهمت فى إضعاف الأفكار الإرهابية والمتطرفة وتعريف الشباب بوسطية الإسلام.
وأضاف: «لا ينكر أحد أيضًا أهمية وجود العلماء والمشايخ الأزهريين على الأراضى الأفغانية، لأنهم يلهمون الشباب والعلماء والشيوخ ويحثونهم على الالتزام بالفكر الإسلامى الوسطى، وكل ذلك بدعم من القيادة السياسية بقيادة الرئيس السيسى».
وشدد على ضرورة «تحصين الشباب» لحمايتهم من خطر الجماعات الإرهابية التى تعمدت نزع المفاهيم الإسلامية من سياقها وتوظيفها لتحقيق أهدافها السياسية.
وتابع: «نحن بحاجة إلى حرب وكفاح فكرى ضد الأفكار الهدامة التى تتبناها الجماعات الإرهابية والمتطرفة من أجل تصحيح المفاهيم وتحصين الشباب من الانزلاق ورائها لأنهم الفئة الأكثر استهدافًا».
وطالب «محق» باستمرار تواجد البعثة الأزهرية فى «كابول» لنشر الفكر الوسطى الإسلامى على مستوى أوسع وإضعاف وتجفيف جذور الأفكار الإرهابية.
وعن مجالات التعاون الأخرى مع مصر، أكد أن القاهرة داعمة لـ«كابول» فى مواقفها الدولية خاصة فى ملف الإرهاب، وهناك هدف مشترك للدولتين وهو استقرار المنطقة وعدم السماح للجماعات الإرهابية بنشر البلبلة وإضعاف المؤسسات القومية.
وأضاف السفير: لن ننسى دور سفارة مصر فى «كابول» وتعاونها مع الحكومة الأفغانية فى الكثير من المشروعات التنموية.
وفيما يخص مواجهة الجماعات الإرهابية فى أفغانستان، أكد أن حكومة بلاده اتخذت العديد من الخطوات لفرض سيطرتها على الأوضاع، كما أنها تتلقى دعمًا من المجتمع الدولى والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية وتحديدًا مصر والسعودية.
وأضاف: «نحن قادرون على مواجهة الإرهابيين بشرط استمرار التعاون والدعم اللوجستى والمالى، لأنه يصعب على أفغانستان أن تواجه بمفردها ٢٠ جماعة إرهابية نشطة فى المنطقة».