ليست الأولي من نوعها
باحث: صفقة الرافال تُعزز أدوات مصر لردع الخصوم ومواجهة التحديات
قال محمود قاسم، الباحث ببرنامج الأمن والدفاع بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن توقيع مصر وفرنسا على عقد توريد ثلاثون طائرة من طراز رافال، يحمل عدد من الدلالات في ظل توقيت دقيق وبالغ الأهمية، وفي هذا السياق يمكننا التأكيد على أهمية تلك الصفقة في ظل السياق الإقليمي والدولي الذي يشهد عدد من التحديات.
وأضاف قاسم في تصريحات لـ«الدستور»، أنه يمكننا التأكيد على أن التوافق على تلك الصفقة يشير لمستوى وحدود التنسيق والتفاهم بين القاهرة وباريس في عدد من الملفات المختلفة على الصعيدين الإقليمي والدولي، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على التعاون والتنسيق العسكري والأمني.
وشدد الباحث أن تلك الصفقة لم تكن الأولى من نوعها، إذ وقع الطرفان خلال عام 2015 على صفقة مماثلة تفضي إلى حصول مصر على نحو 24 طائرة من ذات الطراز، ما يعني أن مجموع ما تم التعاقد عليه حتى الآن يصل لنحو 54 مقاتلة.
من ناحية أخرى، أشار إلى أنه تدخل الصفقة ضمن الاستراتيجية الكبرى لمصر في اعقاب ثورة 30 يونيو والرامية إلى تحديث المنظومة العسكرية ورفع كفاءة القوات المسلحة وتنويع مصادر السلاح بما يضمن لمصر حضورًا قويًا بين جيوش العالم، فضلًا عن دور عملية التحديث في حماية الأمن القومي المصري والحفاظ على المصالح العليا للدولة ضد أية تجاوزات او اعتداءات خارجية.
وتابع محمود قاسم أن الصفقة تشير إلى عزم القاهرة على الحفاظ على مجالها الحيوي ومصالحها الاستراتيجية عبر تعزيز قدراتها الجوية، إذ يصل مدى الطائرات من طراز رافال لنحو 1850 كم ما يساعد مصر على ردع أية تهديدات يمكن أن تؤثر أو تمس المصالح المصرية وأمنها القومي.
وأكد أن تلك الصفقة وعملية التحديث المستمرة والطفرة التي طرأت على القوات المسلحة المصرية تدخل في إطار مساعي مصر الدائمة في ردع خصومها والحد من المخاطر الحالية والمستقبلية التي قد تواجه الدولة، ما يصب في نهاية المطاف نحو تحقيق الاستراتيجية الكبرى ممثلة في تعزيز وبناء القوة الشاملة للدولة.