«ورثة نوح».. «غنيم» حول النجارة إلى فن في دمياط
تعد مهنة النجارة من المهن التي اعتمد عليها الناس في اختلاف العصور، وهي ذات حث إبداعي وفني كانت في عهد النبي نوح عليه السلام سبيل النجاة للبشرية والكائنات الحية، حيث امتهنها لبناء أشهر السفن على الإطلاق، ولا تزال قلعتها قائمة في مصر بمحافظة دمياط، حيث يحج إليها كل من يريد أن يزود منزله بالأثاث من مختلف محافظات مصر، وتشتهر بجودة خاماتها ومهارة صناعتها وصناعها.
من هنا قرر الشاب محمد غنيم صاحب الـ33 عاما أن "لن يعيش في جلباب أبيه وأجداده" ويقوم بالعمل التقليدي بصناعة الأثاث، بل اتخذ من النجارة سبيلا في أن يقتحم عالم الفن لإنتاج قطع فنية منحوتة على الخشب لأشكال وأدات تخرج من تحت يده مطابقة لأصلها.
يقول غنيم لـ"الدستور"، إنه يعشق مهنة النجارة منذ صغره حيث تعلم أصولها على يد والده وعمل لفترة في صناعة الأثاث حتى قرر ن يخلع رداء الحرفي ويرتدي ثياب الفنان: "الخشب بالنسبة لي قطعة فنية ليها قيمة وروح وبيني وبينها لغة وتواصل يخلق حالة من التفاهم فيما بيننا".
ويضيف: "قمت بتنفيذ عدة مشاريع فنية بالنحت على الأخشاب مكونا أشكال سيارات والهاتف الأرضي القديم وماكينة الخياطة، كذلك أفكار مختلفة كقدح يصب محتواه في فنجان للقهوة متصل كل منهم بالآخر عن طريق السائل الذي يفرغ من الأول ويملأ الآخر كذلك أيضا مصغرات لأثاث المنزل وقمت بنشره على حسابي على فيسبوك وحصد الآلاف من الإعجابات والتعليقات الداعمة والرغبة في شرائها وهو أمر أسعدني للغاية".
أشار الشاب الدمياطي إلى أنه باع بالفعل عدد منها ولكن تفاجأ بصدمة كبيرة فيما بعد عن طريق الصدفة، حيث وجد أن أعماله تشارك في مسابقات فنية بأسماء أخرين ممن حصلوا عليها بشرائها منه، ما دفعه للقيام بتقديم شكوى لمنظمي هذه المسابقات والإشارة أن هذه الأعمال من مجهوده وهو قام ببيعها للاقتناء فقط لا بسرقة مجهوده وفنه، وهو الأمر الذي عانى منه خاصة وأن بعض منظمي المسابقات كان يعدوه بوعود ويفاجئ أنه لا يوجد إجراء اتخذ في هذا الصدد.
واختتم غنيم حديثه قائلا: "أتمنى أن يهتم المسؤولين بدعم المواهب الشابة في دمياط وكذلك عودة قلعة الأثاث مرة أخرى كسابق عهدها، خاصة بعد تضررها بترتفاع أسعار الخامات وقلة الإقبال ودعم المشروعات الصغيرة".