شيماء النوبي: مصر بها أعظم مدارس في الابتهال ولكنها مهددة بالاندثار
- الابتهال لا يقبل التطور وإدخال الموسيقى الجديدة عليه تفقده رونقه
شيماء النوبي مبتهلة دينية، أحبت الابتهال منذ صغرها فنشأت على صوت سيد النقشبندي ونصر الدين طوبار، واتخذتهم مثلًا أعلى لها، وسعت لتحقيق حلمها البعيد تمامًا عن مجال دراستها في نظم المعلومات لتصبح مبتهلة دينية، وقالت "أغلب المبتهلون في مصر من الرجال لأن الابتهال فن صعب يحتاج إلى طبقات صوت خاصة تتوفر أكثر عند الرجال، موضحة " الابتهال يخرج دائمًا من طبقة القرار وهي طبقة صوتية لا تستطيع أغلب السيدات الوصول لها إلا قليلًا أمثال أم كلثوم وقد وهبني الله صوت يستطيع بسهولة الوصول إلى هذه الطبقة فكنت أول مبتهلة دينية من السيدات".
وأوضحت تخصصي الدراسي بعيد عن مجال الابتهال والإنشاد ولكنني تربيت على إذاعة القرآن كريم وسماع الابتهالات وكان لدي هبة الصوت الجميل فبدأتها من الإذاعة المدرسة وحفلات المدرسة ومعها بدأت أقرأ كثيرًا في علم النغم والمقامات، حتى دخلت دار الأوبرا المصرية وتعلمت على يد كبار الموسيقين مثل سليم سحاب وأحمد الكحلاوي، ولكنني لم أجد نفسي في هذه الفنون، فكنت أتمني أن أصبح مثل الشيخ النقشبندي والشيخ طوبار، والشيخ مصطفى إسماعيل، وبمساعدة بعض المعارف تعرفت على الشيخ أحمد مصطفي كامل وهو يتبع مدرسة الشيخ مصطفى إسماعيل في الابتهال وتعلمت على يديه وكانت هذه الخطوة أولى خطواتي نحو الابتهال بمفهومة الصحيح.
وتابعت "مدارس الابتهال في مصر عظيمة لكنها ليست موجودة للتدريس أو التوريث، لذا فالابتهال في مصر مهدد بالاندثار في السنوات القادمة بعد رحيل كبار المبتهلين الموجودين وعدم وجود تلامذة لهم يُكملون الطريق من بعدهم ، مشيرة أن مدرسة الإنشاد الديني الحالية تُخرج منشدين وليس مبتهلين.
طريق شيماء في رحلة الابتهال لم يكن يسيرًا فقابلتها الكثير من التحديات لكونها أنثى فمنهم من طالبها بالاتجاه للغناء وترك الابتهال للرجال ومنهم من وصف صوتها بالعورة، ورغم احترافها الابتهال منذ 10سنوات، وإقامتها حفلات في قصور الثقافة والأوبرا وساقية الصاوي ومسارح خاصة إلا أنها وقفت أمام الجمهور للغناء منذ صغرها، وأضحت شيماء "هناك الكثير من العقبات التي تواجهة المبتهلات السيدات، لأن الجمهور في مصر تعود على سماع الابتهال في المساجد وعبر إذاعة القرآن الكريم وليس في حفلات تقيمها سيدات، بالإضافة إلى أن الشباب ملولين لا يستطيعوا الذهاب إلى خفلة للابتهال فقط، لذا أقمت حفلات على طريقتي الخاص وبإسلوب جديد يجذب الشباب.
وتابعت أصبحت أقيم حفلات متنوعة أقدم فيها أنواع مختلفة من الفن بين الابتهال والإنشاد الديني والسيرة الهلالية والفلكور، وطورت الفلكور بإدخال موسيقى غربية عليه لجذب الشباب، ولكن لم أستطع أن أضيف هذا التغيير على الابتهال الديني، فالابتهال لا يجوز أن يتطور مثل الغناء الصوفي والإنشاد فهو لا يقبل التطور ولا يجوز تطويره ولابد أن يظل كما هو.