ملتقى الفكر الإسلامي: العشر الأواخر من رمضان تتجلى فيها النفحات الربانية
أكد المشاركون في ملتقى الفكر الإسلامي أن العشر الأواخر من رمضان تتجلى فيها النفحات الربانية، داعين إلى إلى الاقتداء برسول الله، والاجتهاد في هذه العشر بكل وسائل الخير لأن الطاعة في هذه الأيام تتضاعف فيها الحسنات.
جاء ذلك في الحلقة التاسعة عشرة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، تحت رعاية وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، في إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف المصرية والهيئة الوطنية للإعلام؛ لنشر الفكر الإسلامي الصحيح ، ومواجهة الفكر المتطرف، وتصحيح المفاهيم الخاطئة.
وجاءت الحلقة الـ19 بعنوان: "فضائل العشر"، وحاضر فيها كل من الدكتور محمد عبد الستار الجبالي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، والدكتور أيمن علي أبو عمر رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة بوزارة الأوقاف.
وقال الدكتور محمد الجبالي - في كلمته -: "إننا نعيش في أيام وليالٍ مباركة والشريعة الإسلامية الغراء جعلت لنا العديد من مواسم الخيرات التي تتضاعف فيها الحسنات والتي يتدارك فيها المسلم ما فاته من تقصير في الطاعات، يقول (صلى الله عليه وسلم) : "إِنَّ لِرَبِّكُمْ عزَّ وجلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أبدًا"، ومن تلك النفحات شهر رمضان، وهذا الموسم استغله النبي (صلى الله عليه وسلم) رغم أن الله غفر له ذنبه، ولعل ما يميز تلك الأيام المباركة أنها احتوت على ليلة هي خير من ألف شهر، كما قال ربنا سبحانه وتعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ".
ودعا الجبالي إلى الاقتداء برسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلقد كان يجتهد في العشر الأواخر من شهر رمضان بكل وسائل الخير بالصلاة وبقراءة القرآن ومضاعفة الجود والكرم حتى قالوا إنه كان أسرع بالخير من الريح المرسلة، كما أن في هذه الأيام تتجلى فيها النفحات الربانية من حيث إنها اشتملت على شعيرة من أهم الشعائر الدينية ليس على المستوى الفردي فقط، بل على المستوى الفردي والجماعي، ألا وهي شعيرة صدقة الفطر، وتسمى بزكاة الأبدان أو زكاة الرؤوس، وهذه الصدقة تجبر الخلل والنقص الموجود في أعمال الشهر كما هو الحال في نوافل الصلاة.
وأوضح أن الطاعة في هذه الأيام تتضاعف فيها الحسنات ، فلنغتنم الأوقات الفاضلة التي جعلها الله (عز وجل) مواسم ونفحات.
وبدوره، أكد الدكتور أيمن علي أبو عمر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يهتم بهذه الأيام العشر اهتمامًا كبيرًا، فكان يجتهد فيها مالا يجتهد في غيرها، وكان (صلى الله عليه وسلم) يقضيها كاملة في العبادة، "فعَنْ عَائِشَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا) قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَر"، كناية عن التفرغ للطاعة والعبادة.
وناشد أبو عمر المواطنين العمل والسير على نهج وهدى شهر رمضان ويستكمل باقي العام على هذه الحالة ويمتنع عن الحرام فيما بعد رمضان، يقول (صلى الله عليه وسلم): "إنما بعثتُ لأتممَ مكارمَ الأخلاقِ".