«الاختيار 2».. لماذا تختار الخلايا الإرهابية الأحياء الشعبية أماكن للاختباء؟
تتخذ الخلايا الإرهابية دومًا من الأماكن الشعبية سبيلًا للاختباء داخلها، وهذا اعتمادًا على ما أظهره مسلسل «الاختيار 2» في حلقاته، أو كما يصرح الجيش والشرطة، ولكن ذلك تم رصده بناءًا على دراسات خبراء وباحثين في شؤون الجماعات الإرهابية.
ويرجع اختباء خلايا الإرهابيين في الأحياء الشعبية لعدة أسباب، تحدث عنها عمرو فاروق، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، في تصريحات خاصة لـ «الدستور».
وقال عمرو فاروق، إن التنظيمات المتطرفة تضع منهجية في مسألة التحرك ببناء الخلايا العنقودية الخاصة بها، ومن ضمن منهجيتها أمر يُعرف بـ«فقه الأمنيات»، وكيفية التعامل مع الملاحقة الأمنية والمتغيرات المحيطة، واستخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي من خلال بعض الطرق المشفرة، لتأمين التنظيم من عملية الاختراق والحفاظ على الهيكل التنظيمي السري.
وأوضح الباحث في شؤون الجماعات، أن الاختباء في المناطق الشعبية، من ضمن الأمور الأمنية التي تتخذها عناصر الجماعات الإرهابية، وذلك لعدة أسباب، منها أن العناصر الإرهابية تتخذ أهل المنطقة الشعبية كـ «دروع بشرية» لأنهم يعلمون تمام العلم أن الأجهزة الأمنية خلال عمليات الاقتحام تراعي مسألة الخوف على نفس الأبرياء، وذلك للضغط على الأجهزة الأمنية من خلال وجودهم وسط التجمعات.
ولفت «فاروق» إلى أن الأجهزة الأمنية تستطيع التعامل مع الخلايا الإرهابية في المناطق النائية والصحراوية البعيدة عن المحيط السكاني المتكدس بطريقة أسهل من المناطق الشعبية المزدحمة؛ لأنه يستطيع التفجير أو استخدام القناصة، وهذا أمر مستبعد في التعامل مع الخلايا في المناطق الشعبية.
وأكد «فاروق» أن المنطقة الشعبية المزدحمة، يستطيع العنصر الإرهابي التخفي داخلها، عن طريق «المحاكاة» وارتداء «العباءة الشعبية» الموجودة داخل هذا المجتمع، ومن ثم لا يتم ملاحظته؛ لأنه لا يختلف عنهم كثيرًا، حتى لو دخل المسجد، خاصة مع وجود تيار سلفي وهيكل شكلي يؤمنه كثيرًا ويجعله يهرب من عملية الملاحقة والمتابعة ويعرقل حركة الأجهزة الأمنية، حتى أنه يستطيع الفرار والهرب وسط الزحام بهذه الأماكن.
ومن أسباب اختيار العنصر الإرهابي للمناطق الإرهابية، كما أوضح عمرو فاروق، أنه يستطيع أن يحول هذه المنطقة لبؤرة للاستقطاب والتجنيد؛ لأن معظم أهالي المناطق الشعبية متوسطي الدخل المادي، فيبدأ بالضغط على البعض عن طريق الاحتياجات المادية، موضحًا أن منهم من يستطيع التأثير عليه عن طريق «غسيل المخ» من خلال تلاعب بالأدلة الفقهية والشرعية.
وكانت مناطق مثل «عين شمس، والمطرية، وإمبابة، وفيصل، وشبرا»، بؤر لتمركز العناصر المتطرفة بشكل كبير، وكان التمركز فيها كما أشار «فاروق»، ينقسم لفكري وتنظيمي عن طريق زيادة الاستقطاب والتجنيد والتأثير على عدد كبير من الفئات الشبابية بشكل خاص.
والمناطق الشعبية من الصعب التركيز فيها على شخص وتتميز بنوع من السيولة الحركية، عكس المناطق الراقية والهادئة، التي يعرف فيها الناس بعضهم، وخاصة أن في كل مبنى سكني يوجد بواب يسأل أي غريب قبل دخوله مما يسهل رصد حركته، كما أوضح الباحث عمرو فاروق.
وكما ظهر في مسلسل «الاختيار»، فمشهد السؤال عن سبب تردد عدد من الشباب لشقة معينة، وأجابوا أنهم يدخلون لتلقي درس خصوصي،كان لافتة مهمة، أن هذا الأمر طبيعي أيضًا في المناطق الشعبية، كما كشف باحث الجماعات الإرهابية؛ لأن هذه الظاهرة من سمات المجتمع الشعبي، على عكس المجتمعات الراقية التي تدخل أبنائها مدارس «إنترناشونال» لا يوجد فيها هذه ظاهرة الدورس الخصوصية.