الرئيس عباس يعلن تأجيل موعد الانتخابات الفلسطينية لحين ضمان مشاركة المقدسيين فيها
الرئيس عباس يعلن تأجيل الانتخابات الفلسطينية لحين مشاركة المقدسيين فيها
أكد رئيس الدولة الفلسطينية محمود عباس أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت رفضها إجراء الانتخابات الفلسطينية في القدس المحتلة، مجددًا التأكيد على أن الانتخابات لن تجري دون القدس، معلنًا تأجيل موعد إجراء الانتخابات لحين ضمان مشاركة المقدسيين فيها.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية /وفا/ عن الرئيس عباس قوله في كلمته في مستهل اجتماع القيادة الفلسطينية، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، إن هذه ليست قضية فنية بل هي قضية سياسية، لذلك دعونا لهذا الاجتماع الهام لنتخذ القرار المناسب ولنحافظ على حقنا الكامل في القدس الشرقية ولنحافظ على حقنا في إجراء الانتخابات فيها ترشحا ودعاية وانتخابا.
وتابع "لو أعلنت إسرائيل بعد أسبوع عن موافقتها على إجراء الانتخابات في القدس سنجريها بعد أسبوع، نحن لا نختلق الأعذار، والدليل في 2006 سمحوا فقط بإجراء الانتخابات قبل أيام معدودات من موعد الاقتراع، وقمنا بإجرائها، نحن نحترم كلمتنا، وإذا سمحوا بإجراء الانتخابات في القدس لن نتردد شريطة أن تكفل تلك الموافقة حرية شاملة للمرشحين والقوائم الانتخابية".
وأكد الرئيس عباس في كلمته "نحن آمنا بالديمقراطية وملتزمون بها استكمالاً للمشروع الوطني، والانتخابات بالنسبة لنا ليست إجراء ولا تكتيكاً وإنما هي تثبيت للديمقراطية وتثبيت حقنا في فلسطين".
وقال الرئيس عباس "اليوم، وصلت رسالة من إسرائيل، أننا لا نستطيع أن نعطيكم جوابا على إجراء الانتخابات في القدس بسبب أنه ليس لدينا حكومة لتقرر ذلك ونحن مشغولون بالانتخابات.. ونأمل أن تقتنعوا بذلك".
ورد الرئيس على هذه الرسالة قائلا "هذا العذر ليس مقنعاً.. نحن نعلم أنه يصدر يومياً قرارات حكومية بإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية، فأي حكومة قررت؟ ومن أين أتت هذه الحكومة إذا؟ ومن أصدر قرار أن الشرطة الإسرائيلية تقف إلى جانب المستوطنين في القدس لتعتدي على أهلها؟ هذا يتطلب قرارات حكومية فأين هذه الحكومة؟ .. وفي المقابل عندما نتحدث فيما يخص الانتخابات الفلسطينية فإننا لا نجد حكومة إسرائيلية لتقرر".
وأضاف "أشيد بموقف شعبنا العظيم في القدس وبالشعوب العربية التي وقفت إلى جانبنا في أحداث القدس التي بدأت قبل أسابيع قليلة، هذه الأحداث التي شهدها العالم كله، والتي إن دلت على شيء فإنما تدل على أن في القدس شعب عظيم قادر أن يقول للاحتلال ولغيره لا".
وأدان الهجمة العنيفة من المستوطنين ومن الحكومة الإسرائيلية نفسها، التي دعمتهم ووقفت إلى جانبهم وأيدتهم وحثتهم ونصرتهم على أن يطبقوا شعارهم الذي قالوا فيه "الموت للعرب".
وأشار إلى أن لجنة الانتخابات المركزية بذلت جهوداً خارقة في تسجيل الناخبين، حيث لم يحصل في التاريخ الفلسطيني أن أكثر من 90% من الشعب سجل للانتخابات، وهذا يعكس حماسة شديدة واهتماما للانتخابات من قبل الشعب، كما أن وجود 36 قائمة لخوض انتخابات المجلس التشريعي يعني أن هناك حماسة شديدة من الشعب لإجراء الانتخابات.
وأوضح أن الانتخابات السابقة في 1996 و2006 كانت لها ظروفها، واليوم الظروف أسوأ ومختلفة جداً لأنها تتعلق بأساس القضية وليست مشكلة فنية، هي قضية سياسية من الطراز الأول، اليوم يقولون إن القدس ليست للفلسطينيين.
وأعرب الرئيس عباس عن اعتزازه بالروح الوطنية والديمقراطية التي تحلى بها الفلسطينيون جميعاً في إقبالهم على هذه الانتخابات التشريعية سواء في التسجيل الذي لم يسبق له مثيل، أو في القوائم العديدة التي تدل على الرغبة والوعي في حق كل فلسطيني في الترشح والاقتراع.
من جانبها، قالت لجنة الانتخابات المركزية، في بيان لها، "تنفيذاً لقرار القيادة الفلسطينية في الاجتماع الذي عُقد مساء اليوم برئاسة الرئيس محمود عباس في رام الله بتأجيل الانتخابات العامة، تُعلن اللجنة عن إيقاف العملية الانتخابية ابتداء من صباح غد الجمعة، حيث كان من المقرر نشر الكشف النهائي للقوائم والمرشحين، بالتزامن مع أول أيام الدعاية الانتخابية للقوائم المترشحة للانتخابات التشريعية".
وأعربت اللجنة في بيانها عن أملها في أن تتمكن من استكمال تنفيذ الانتخابات الفلسطينية في أقرب فرصة ممكنة.