عادة اتبعها الحكام بعدما دشنها أحمد بن طولون فى شهر رمضان
أجرى أحمد بن طولون، مؤسس الدولة الطولونية في مصر، زيارة لمسجده فى شهر رمضان المبارك، حيث وجد «بن طولون» العمال يعملون حتى قترب موعد الغروب، ليوجه سؤاله للمتواجدين معه: «متى يذهب هؤلاء العمال الضعاف ليشتروا الإفطار لأولادهم؟ أصرفوهم وقت العصر».
وفى عهده جاءت فكرة إنشاء أول مائدة لإقامة حفل إفطار جماعي، دعا فيها كبار رجال الدولة، وتجار المحروسة، وكذلك الفقراء، حيث أبلغهم «بن طولون» أن المائدة ستستمر طوال أيام شهر رمضان، لاستقبال الفقراء والمساكين وعابري السبيل، وحث الأعيان على أن يقتدوا به.
الملك فاروق
كان للملك فاروق طقوسًا وعادات ينتظم عليها ويمارسها خلال شهر رمضان، وتختلف نوعية الطعام خلال الشهر عما يسبقه، إضافة إلى مواظبته على طقوس خاصة في ليلة القدر، وأداء الصلوات في المساجد المعروفة.
وعندما يأتي موسم الصيف يهرب الملك من حرارة القاهرة، حيث كان من المعتاد انتقاله والحكومة لممارسة أعمالهم من الإسكندرية خلال شهور الصيف.
كان من عادة الملك فاروق توجيه خطاب عبر الراديو بعد ثبوت رؤية هلال رمضان يقوم خلاله بتهنئة الشعب بقدوم الشهر المبارك، وكان يقيم الموائد الملكية في رمضان، وكانت موائده عامرة وممتدة لتتسع للعديد من الوزراء والسفراء وقيادات الأحزاب، ومعهم عامة الناس بمن فيهم الفقراء.
كان فاروق عادة ما يتوسط ضيوفه على الموائد الرمضانية الملكية التى لا تنقطع طيلة الشهر الكريم، فتارة هى للفقراء كتلك التى حضرها مع مجموعة من الموظفين والبسطاء 1950 والتقطت له عدة صور فيها وهو يحتسى شراب قمر الدين قبل بدء الإفطار.
أما مائدة الملك الخاصة التي يجلس إليها ليتناول إفطاره مع أسرته كانت بسيطة، لا تتسم بالبذخ وتضم عادة أصنافًا بسيطة، وكانت قائمة الطعام الملكية، لا تضم سوى صنف واحد من اللحوم وفطائر وبيض بالبسطرمة وأرز وبطاطس وطبق المسقعة المُفضل ثم الكنافة والفواكه، وكان الاحتفال بليلة القدر عادة عند الملك يقيم لها احتفالًا يحضره رجال الدولة ورجال الدين، يتلى فيها القرآن والخطب الدينية.
كان من عادة الملك فاروق أداء أول صلاة جمعة في شهر رمضان بمسجد الرفاعي بالقاهرة مع العلماء، ولم يمنع الحراس أحد من الصلاة مع الملك، وكان أيضًا مواظبًا على صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان (الجمعة اليتيمة) في مسجد من مساجد القاهرة، والجمعة اليتيمة في رمضان كانت تحظى باهتمام الملك والشعب.
وظلت الموائد الملكية مستمرة حتى قيام الثورة وسقوط الملكية، ليحل محلها موائد الرحمن والموائد الرمضانية البسيطة التي تملأ شوارع وحواري مصر المحروسة.