تجارب حية
«لا تهاون».. مصابون بكورونا للمرة الثالثة: «أعنف وأشد»
لم يكن يتوقع محمود سمير، 26 عامًا، أن الأعراض التي ألمت به بشكل مفاجئ، أنه مصاب بفيروس كورونا مرة ثالثة، لا سيما أنه كان تعافى منذ شهور قليلة منها خلال الموجة الثانية من ذروة انتشار الفيروس آخر العام 2020.
عدم توقع سمير كان مبنيًا على أن جسده يحمل مضادات للفيروس تستمر معه 6 أشهر بعد الإصابة الأولى، إلا أن ظهور الأعراض من جديد دفعه للذهاب مرة أخرى للطبيب وإجراء تحليل للدم، أثبت من خلاله إصابته بالفيروس للمرة الثالثة.
محمود ليس حالة فردية، فهناك كثيرون أصيبوا بالفيروس ثلاث مرات، وكانت المرة الثالثة أعنف بكثير من المرتين الأولى والثانية، بعضهم كانت الإصابتان في الموجة الأولى فقط، والبعض الآخر كانت في الموجتين الأولى والثانية واستمع "الدستور" إلى قصصهم خلال الملف التالي لتحذير المواطنين من فكرة التهاون.
يعمل محمود في مجال الإعلام، كانت إصابته الأولى في منتصف شهر رمضان المنصرم، بسبب أن طبيعة عمله منعته من الحصول على إجازة عمل، فكان مستمرًا في عمله بالرغم من حالة الإغلاق العامة التي لجأت إليها الحكومة تقويضًا للجائحة وفرض حظر التجوال.
قال: "طبيعة العمل في الإعلام صعب فيها الإجازة، فكانت بنزل يوميًا في عز ذروة فيروس كورونا، وكنت بأخد كل الاحتياطات اللازمة من كمامة كل يوم جديدة وكحول دايمًا معايا، لكن كان غصب عني باستخدم المواصلات العامة".
أضاف: "في يوم من أيام رمضان، بدأت أحس بوجع غريب في صدري وسعال شديد وعطس خفيف، ترجمته في الأول أنه مجرد دور برد، لكن تاني يوم حسيت بألم شديد جدًا في الحلق، مكنتش بعرف أبلع ريقي، والألم في الصدر زاد عن الحد".
أوضح أنه لم يخمن إصابته بالفيروس طوال تلك المدة، حتى ارتفعت درجة حرارته بشدة ووصلت إلى الحمى بموجب 38 درجة مئوية: "الكلام وقتها عن الفيروس كان مخيف، ومفيش مستشفيات للعزل أو طريقة أقدر أعمل بيها بي سي آر".
اضطر سليمان للجوء إلى طبيب خاص من أجل فحصه ومعرفة إصابته بالفيروس، وبالفعل خضع لأشعة على الصدر وتحليل في الدم، وشك الطبيب وقتها إصابته بالفيروس بنسبة 80%، ما اضطره إلى إجراء المسحة في معامل مستشفى عين شمس والتي أثبتت إيجابيته لفيروس كورونا وعزل 14 يوما حتى الشفاء.
خلال الفاصل الزمني بين الموجة الأولى من فيروس كورونا وبداية الموجة الثانية للفيروس، عادت من جديد ذات الأعراض لسليمان وأصيب للمرة الثانية، الذي كان يتوقع أن يكون جسده يحمل مضادات للفيروس ستستمر معه فترة طويلة إلا أن ذلك لم يحدث.
قال: "في مطلع العام 2021 عادت الأعراض للمرة الثالثة ومكنتش متوقع أن الإصابة تحصل مرة تالتة، واتعزلت 14 يوما حتى الشفاء في مارس، لكن لحد الآن أنا مش كويس الموجة الثالثة أعنف بكتير وأعراضها صعبة جدًا".
شهر ونصف قضتها ريهام منصور، 30 عامًا، لا تدري ما يحدث حولها وتنتظر الموت في كل لحظة، فإصابتها الثالثة بفيروس كورونا كانت أشد خطورة من الأولى، التي كانت أعراضها بسيطة مقارنة بما شعرت به في الإصابة الثالثة.
قالت: "قضيت 40 يوما في الإصابة الثالثة بدأت الأعراض بسخونية وتعب شديد في الجهاز الهضمي وزادت نبضات قلبي بشدة ولم أكن أتنفس بسهولة، وبعد عدة أيام انخفض الوعي بدرجة كبيرة وانعدم التركيز، فكنت لا مستيقظة ولكن لا أشعر بأي شيء حولي، وانعدمت رغبتي في تناول الطعام، وفقدت حاستي الشم والتذوق كاملة".
وسام أصيبت في أبريل الماضي بفيروس كورونا للمرة الأولى وبدت أعراضه بسيطة تشبه أعراض نزلة البرد، قضت وسام 18 يوما تتعافى من إصابتها الأولى بكورونا في العزل المنزلي ولم يمر سوى شهرين حتى أصيبت للمرة الثانية.
وفي مطلع العام الحالي أصيبت للمرة الثالثة: "من شدة الأعراض في الإصابة الثالثة كنت أقول لعائلتي إنني لن أنجو منها، حتى الآن لا أعلم سبب إصابتي خاصة أن أسرتي لم تكن حركتها كثيرة بعد فرض الحظر المنزلي".
تهتكت رئة نسمة نبراوي، 36 عامًا، التي أصيبت للمرة الثالثة بفيروس كورونا في مطلع العام الحالي، بعد مرور ما يقرب من ثلاثة أشهر على إصابتها الثانية، قالت: "بدأت الأعراض ببرد عادي وسخونية وألم في الزور ولأن كان لي معاناة سابقة خلال إصابتي بفيروس كورونا في شهر رمضان الماضي، قررت الذهاب إلى الطبيب".
وتابعت بعد إجراء تحاليل ثبت حدوث تجلطات في الرئة بسبب الفيروس وتضررت الرئة ولكن لم يستطع الطبيب تحديد نسبة الضرر عن المرتين الأولى والثانية للإصابة بسبب عدم وجود أشعة للرئة بعد الإصابة الأولى نستطيع المقارنة بها، مؤكدة: "الأعراض في الإصابة الثالثة كانت أقوى رغم أنها بدأت بأعراض برد إلا أنني لم أكن أستطيع التنفس بسهولة".