مطاردة على الشاطئ.. المطربة «نادرة» تروي موقف سبب لها الرعب
في يوم الأحد 22 مايو 1938 أصدرت مجلة "المصور" عددا خاصا عن الصيف وفي أحد موضوعاتها الطريفة والتي لم يذكر اسم الصحفي الذي كتبها وهو ما كان يحدث في صحافة ذلك التوقيت، نشرت المصور موضوعا بعنوان "ذكريات صيفية للأرتست" يتحدث فيه نجوم الفن والغناء عن ذكرياتهم الطريفة مع الصيف أمثال دولت أبيض وحكمت فهمي وأخيرا زوزو حمدي الحكيم .
وحينما قصد الكاتب الصحفي الذي لم يعلن عن اسمه إلى سؤال المطربة المعروفة حينها السيدة نادرة قرب نهاية الثلاثينيات وطلبت إليها أن تقص عليه بعض ذكرياتها من الصيف، فقالت له بعد تفكير طويل "من عادتى فى الاسكندرية أن لا أستحم فى البحر إلا فى الصباح الباكر حيث يكون الماء دافئا. وفي ذلك الوقت أخرج وحدى فأستحم وأعود. وبينما أنا أتهيأ ذات مرة للنزول إلى البحر رأيت رجلا يراقبني غير بعيد منى فأوجست خفية منه، وسرت على البلاج ثم التفت خلفي، فإذا هو لا يتبعني فحسب، بل يتقدم ويقول لى: "فيه خدمة يا هانم؟" قلت: "نعم. أرجوك أن تبتعد عنى" قال: "ولكنى لا أستطيع أن أتركك وحدك هنا، فأنا الآن حرسك"، "وفكرت فى أمر هذا الأفندى التلم".. ثم سألته هل يعرفنى؟ فقال: "نعم.. أنت فلانة" وأحاط جملته بكثير من الأطراء السخيف".
تواصل نادرة حكيها فتقول "وأضاف إلى ذلك أنه هو أيضا مطرب حسن الصوت. والحق أننى كنت أرتاب فى هذا الرجل إذ كانت عيناه عينى شرير.. وكنت أتلفت حولى فلا أجد أحدا أستجير به من هذا المخلوق السمج، فلم ألبث أن سألته عما يحفظ من أدوار، ثم اخترت دورا وطلبت منه أن يسمعنى إياه. ولم يتردد هو بل أخذ يغنى.. حتى انتشرت الشمس وأقبل الناس على البلاج وذهب خوفى من الرجل، فانقلبت فجأة من "سميعة" مسرورة إلى حانفة متألمة، وكلت له التعنيف المر على سخافته.. وكأنما تنبه إلى حياتى فأسرع بالابتعاد خجلا.. ومنذ ذلك اليوم لم أخرج إلى البلاج وحدى فى هذا الوقت المبكر.. ولم أنس هذا السخيف الذى أزعجنى وحرمنى متعة الوحدة فى البحر فى ذلك الوقت الجميل".
صحيح أن اسم نادرة اختفى الآن لكن في نهاية الثلاثينيات ربما كانت أشهر مطربة في مصر حتى أنها لقبت بـ"المطربة المشهورة"، "أميرة الطرب"، ووصلت شهرتها إلى أن تغنى فيها الشاعر العراقي "جميل صدقي الزهار"، الذي قال فيها "بين أغانيك وبين وجهك الجميل.. معجزة ثالثة من معجزات القاهرة.. فحبذا الفن وحبذا أغاني نادرة".