وفاة كل 3 دقائق.. العالم يدعم الهند بعد توحش كورونا
حالة من الرعب تعيشها الهند بسبب تفشي فيروس كورونا بها بطريقة غير مسبوقة، حيث أصبحت تسجل مليون إصابة كل 72 ساعة وحالة وفاة كل ثلاث دقائق، أدت إلى إنشاء محارق جماعية من أجل استيعاب الجثث المتوفاة جراء الإصابة.
وإزداد الأمر سوءً بعدما نفدت جميع المستلزمات الطبية وأجهزة الأكجسين في المستشفيات، إذ وصلت الأزمة إلى ذورتها هناك وأصبح المرضى بالشوارع وعلى الأرصفة بحثًا عن مكان لتلقي العلاج، بعدما انهار النظام الصحي نتيجة تزايد أعداد المرضى.
واتساقًا مع ذلك، فقد سجلت الهند 2812 حالة وفاة بسبب فيروس كورونا بين عشية وضحاها وارتفعت الإصابات في الساعات الأربع والعشرين الماضية إلى 352991 يوم الاثنين وهي ذروة قياسية لليوم الخامس على التوالي من الوصول إلى الذروة.
وتضطر المستشفيات المكتظة في دلهي وأماكن أخرى إلى رفض المرضى بعد نفاد إمدادات الأكسجين والأسرة، وتحرق العاصمة الهندية العديد من الجثث لدرجة أن السلطات في المنطقة تتلقى طلبات لبدء قطع الأشجار في حدائق ديلي لاستخدامها في إشعال النار.
وذكرت وسائل إعلام هندية أبرزتها صحيفة ديلي ميل البريطانية أن هناك نقصًا في الأكسجين، وتعهدت دول من بينها بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة بإرسال مساعدات طبية عاجلة للمساعدة في مواجهة الأزمة التي أدت إلى انهيار نظام الرعاية الصحية في الهند.
وبالفعل فهناك العديد من الدول التي أعلنت دعمها الكامل للهند في تلك الأزمة الطاحنة، وبدأت في إرسال المساعدات الطبية اللازمة لها من أجل إنقاذ المرضى، وترصد "الدستور" في التقرير التالي الدعم الدولي الذي تم توجيهه للهند من دول العالم.
ركزت معظم المساعدات الدولية على المستلزمات الطبية والأكسجين بسبب نفادهما في المستشفيات، حيث كانت بريطانيا أولى الدول في إرسال أجهزة التنفس الصناعي وأجهزة تركيز الأكسجين، ومن المقرر أيضا أن يرسل أعضاء الاتحاد الأوروبي مساعدات.
وشملت الدفعة الأولى من المساعدات الطبية البريطانية للهند 495 مكثفًا للأكسجين، التي يمكنها استخراج الأكسجين من الهواء عند نفاد أنظمة الأكسجين بالمستشفى، بالإضافة إلى 120 جهازًا للتهوية غير الغازية و20 جهازًا يدويًا للتهوية.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن الولايات المتحدة سترسل مواد أولية للقاحات ومعدات طبية ومعدات واقية إلى الهند من أجل مساندتها في عبور تلك الأزمة، فيما انضمت ألمانيا إلى قائمة الدول التي تعهدت بإرسال الإمدادات والمستلزمات الطبية اللازمة.
وفي بروكسل، قالت المفوضية الأوروبية إنها تخطط لإرسال الأكسجين والأدوية أيضًا، وقالت رئيسة المفوضية "أورسولا فون دير لاين" إنها "تجمع الموارد للاستجابة بسرعة لطلب الهند للمساعدة ما بين لقاحات ومستلزمات طبية ووقائية".
وأكدت الإمارات وقوفها إلى جانب الهند في مواجهة الجائحة المميتة ودعم جهودها الحثيثة في التصدي لتفاقم خطر الجائحة التي أصابت أكثر من 17 مليون شخص في البلد الآسيوي، مؤكدة على تضامنها الكامل مع الهند في ظل الظروف الصحية الحالية التي تمر بها البلاد ودعمها بالإمدادت الطبية.
وبالرغم من العلاقة المتوترة بين باكستان والهند، إلا أن الأولى عرضت معدات وإمدادات طبية للهند، وقام رئيس وزرائها "عمران خان" بنشر تغريدة دعا فيها من أجل "الشفاء العاجل"، عارضًا إرسال أسطول من 50 سيارة إسعاف إلى الهند.
كما انضمت إستراليا للدول الداعمة للهند في أزمتها، حيث أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، إرسال مساعدات طبية إلى الهند التي تواجه ارتفاعًا كبيرًا في حالات الإصابة بفيروس كورونا والوقوف جوارها حتى عبور الأزمة.
ومن المقرر أن ترسل إستراليا 500 جهاز تنفس صناعي، ومليون قناع جراحي، و500 ألف قناع من طرازي P2 وN95، إضافة إلى 100 ألف نظارة واقية، و100 ألف زوج من القفازات الطبية، و20 ألف واقي للوجه؛ وذلك لمساعدة الهند للتعامل مع النقص الشديد في الإمدادات الطبية.
واقتربت الهند من تسجيل 17 مليون إصابة و192000 حالة وفاة، وفرضت بعض الولايات والأقاليم عمليات إغلاق وقيود أخرى، إذ يموت من الهند التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة حوالي 2000 شخص يوميًا، فيما وصفت السلطات ما يحدث هناك بالكارثة الإنسانية غير المسبوقة.