«كل أنواع المحاشي واللحوم».. طقوس الرئيس الأسبق محمد نجيب في شهر رمضان
لكل شخص عاداته وطقوسه التي يمارسها في شهر رمضان المبارك، ومن بين هؤلاء محمد نجيب أول رئيس جمهورية لمصر بعد سقوط الملكية.
طقوس الرئيس نجيب
نشرت صحيفة "أخبار اليوم" في عددها 15 مايو 1953 عن العادات التي كان يمارسها الرئيس محمد نجيب، ومن أبرز هذه العادات مغادرة منزله في حي الزيتون بالقاهرة الساعة 9 صباحاً ثاني أيام رمضان ويذهب لمنازل جيرانه في شوارع محمد بخيت وطومانباي وسعيد، وكان عدد هذه المنازل في ذلك الوقت لا يزيد عن 25 منزل.
وأشارت الصحيفة بأن "نجيب" كان يهنئ جيرانه بحلول شهر رمضان المبارك، ويتمنى لهم الخير والسعادة في هذا الشهر.
وينتهى أول رئيس لمصر من هذه الجولة قبل الساعة الحادية عشر والربع صباحاً.
وجبته المفضلة في رمضان
قالت الصحيفة بأن الوجبة أو الأكلة المفضلة للرئيس محمد نجيب كانت كل أنواع "المحاشي" بالإضافة إلى اللحوم وأبرزها "الموزة".
زيارته للشعراوي
على غير موعد، دون سابق إنذار، توجه الرئيس محمد نجيب إلى شقة الشيخ محمد متولي الشعراوي بالحسين لزيارته.
على مدخل شقة "الشعراوي"، طلب "نجيب" من الحارس مقابلة الشيخ: "قل له واحد اسمه محمد نجيب عايز يقابلك"، فرد: "الشيخ نايم دلوقت يا عم نجيب"، لكن محمد نجيب تصور أن الحارس يعتقد أنه من أصحاب الحاجات الذين يقصدون "الشعراوي"، فقال له: "يابني أنا محمد نجيب اللي كنت رئيس الجمهورية". اعتذر الحارس لـ"نجيب".
حكى الشيخ "الشعراوي" في حواره لمجلة "آخر ساعة" عام 1995، عن زيارة الرئيس "نجيب"، قال: "كان مليئا بالمرارة من كل ما جرى له، لكنه كان يبدو هادئًا، وكان كلامه أقرب إلى الصوفية، لقد تحمل قدر الله فيه بإيمان، لم نتحدث في السياسة، كان حديثنا كله في الدين، كان يسألني وكنت أجاوب، واستمرت جلستنا من العصر إلى قرب المغرب، ثم استأذن للذهاب لصلاة المغرب في سيدنا الحسين، وتكررت لقاءاتنا بعد ذلك".
وبدأ محمد نجيب يتردد في زيارته على الشيخ "الشعراوي"، وحدث أنه في إحدى الزيارات سأله أحد الجالسين عن واقعة تخص جمال عبد الناصر وفيها مثلبة له، أي لجمال عبد الناصر، فرد "نجيب": "أنا يا بني لا أعرف ذلك"، قال "الشعراوي": "كان الرجل يريد أن ينسى كل ما جرى له".
وحكى الشيخ محمد متولي الشعراوي، أنه برغم تعدد اللقاءات بينه وبين محمد نجيب، إلا أنه لاحظ عليه حرصه الشديد على أن لا يتكلم في السياسة، قال "الشيخ": "يعني مكنش بيتبحبح معايا في كلام السياسة، كان كلامه يدور حول الموضوعات الدينية وخاصة الصوفية".