في ذكرى تحريرها
خبراء استراتيجيون: سيناء أرض النماء والخير لمصر وكوبرى عبور جديد لمستقبل مصر
أكد خبراء استراتيجيون أن النظرة الاستراتيجية التى ظهرت عقب ملحمة نصر أكتوبر 1973 وأجبرت العدو نحو السلام ومن بعدها تحرير كامل التراب فى سيناء، جعل من سيناء أرضا للنماء والخير لمصر ، حتى باتت سيناء تجمع كل مكونات التنمية الشاملة .
وتحرير سيناء أو ذكرى تحرير سيناء هو اليوم الموافق 25 أبريل من كل عام، وهو اليوم الذي استردت فيه مصر أرض سيناء بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها، وفقا لمعاهدة كامب ديفيد ، وفيه تم استرداد كامل أرض سيناء ما عدا مدينة طابا التي استردت لاحقا بالتحكيم الدولي في 15 مارس 1989 .
سيناء قدس الأقداس
وقال الخبير الاستراتيجي محافظ شمال سيناء الأسبق اللواء أركان حرب على حفظي، إن سيناء تمثل قدس الأقداس، مثلما عبر عنها الراحل جمال حمدان ، لأن سيناء على مر التاريخ هى الدرع الذى حمى مصر من الغزاة والطامعين ، فهى الأرض التى حباها الله عزل وجل بالكثير من نعمائه من الثروات والخيرات ، وبوركت بالرسل والأنبياء على مر التاريخ .
وشدد على أن لسيناء مكانة وقيمة غالية جدا عن المصريين، مشيرا إلى أن المصريين حموا مصر من خلال سيناء ، لأن معظم الغزوات كانت من ناحية الشرق حيث سيناء ، وبالتالى فإن سيناء هى التى أبرزت المواقف على مر التاريخ ، وكيف استطاع المصريون هزيمة الهكسوس والمغول والحيثيين والتتار والإنجليز والفرنسيين واليونانيين.
وأضاف"المصريون نجحوا فى حماية مصر من خلال سيناء، وبالتالى فان سيناء فى قلب كل مصرى" ، وأردف " لأول مرة بالتاريخ المصرى قديما وحديثا تتحول النظرة الاستراتيجية نحو سيناء ، من أرض تحمى مصر منذ المصريين القدماء إلى أرض تمثل الخير لمصر .
وأكد أن هذه النظرة الاستراتيجية الجديدة والتى ظهرت عقب ملحمة 1973 وأجبرت العدو نحو السلام ، فمن هنا تغيرت النظرة الاستراتيجية، لتصبح سيناء أرض للنماء والخير لمصر ، تجمع كل مكونات التنمية الشاملة ، وأصبحت كوبرى عبور جديد لمستقبل مصر ".
وقال إن إطلاق القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى لأول مشروع قومى بافتتاح قناة السويس الجديدة ، كان بمثابة فاتحة الخير لسيناء ، لتعود عجلة التنمية بسيناء وتصبح سيناء مستقبل الخير والعبور لمصر ، بعدما تم وضع الهدف بكيفية تنمية سيناء من خلال نظرة ثاقبة للقيادة السياسية ، ما جعل سيناء نموذج لخير مصر فى كل شىء " صناعيا وزراعيا وتعدينيا وعمرانيا وسياحيا " .
وشدد اللواء " حفظى " على ضرورة أن يساهم الجميع فى تنمية سيناء ، وخاصة أبناء سيناء بأن يكونوا فاعلين فى هذه المشاركة .
تشابه العدو قبل حرب أكتوبر ومن يريد الشر لمصر الآن
ومن جانبه، قال اللواء دكتور محمود خلف مستشار أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية أنه حينما نتذكر سيناء ، لا بد أن ندرك جيدا ونعرف أن أهم درس هو الإعداد الجيد والجهد الكبير حتى تم تحرير سيناء ، بعدما تم رفع شعار "ما أخذ بالقوة ، لا بد أن يسترد بالقوة " .
إما النصر أو الشهادة
وأشار اللواء "خلف"، والذى خاض أربعة حروب، إلى الظروف الصعبة التى عاشتها مصر والشعب المصرى وقواته المسلحة قبل حرب نصر أكتوبر، بعدما تم فقد معداتنا بعد يونيو 1967، فكان للمرة الأولى نرى الجيش الإسرائيلي على الضفة الشرقية لقناة السويس، ومن هنا جاء الإصرار رافعين شعار "إما النصر أو الشهادة" .
وأردف " وبالتالى تم الإعداد الجيد ، وبات البطل الحقيقى فى هذه الملحمة هو الشعب المصرى من خلال التفافه حول جيشه وقواته المسلحة وقيادته، حينما رأى كل فرد مقاتل بالجيش فى عيون الشعب، المطالبة بالنصر ، وهو الجزء المعنوى الأبرز ، كما كان الإعداد والاستعداد للتدريب تحت شعار النصر أو الشهادة هو الجزء الآخر لهذه الملحمة، حتى تم اقتحام قناة السويس، فحدث ما حدث فى أكبر وأقوى حرب "
وقال "ونحن نحتفل بعيد تحرير سيناء ، لدينا بعض التحديات فى الوقت الراهن، علينا التحلى بالصبر على القيادة السياسية " ، مشيرا إلى أن هناك تشابها بين صلافة العدو قبل حرب أكتوبر وصلافة بين من يريد الشر لمصر الآن "، وشدد على أهمية ثقة الشعب فى النصر لمصر والقيادة السياسية .
وأكد موجها رسالة إلى الشعب المصرى على الاستعداد والثقة فى النصر، ولا سيما مع توافر الإمكانات والصلابة والثقة الكبيرة فى القيادة السياسية .
القوات المسلحة أساس حماية الدولة والمشروعات التنموية
ومن جانبه قال اللواء طيار دكتور هشام الحلبى مستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا إنه لم يكن ليتم الدخول فى سلام مع العدو إلا بعد حرب 1973 ، والذى كان يرغب " العدو " فى إبقاء الوضع على ما هو عليه ، وأن يفرض السلام بشروطه.
تمكنا من كسر نظرية الحدود الآمنة
وأضاف "عودة الأرض كانت نقطة فارقة تماما، وهى الأساس لعملية السلام ، حتى تمكنا من كسر نظرية الحدود الآمنة خارج الحدود من موانع طبيعية وصناعية ، وتم فرض السلام من جانب مصر من منطلق القوة ، فرضتها قوات مسلحة قوية وقادرة ، تحرك على أثره عمل دبلوماسى وسياسى ناجح "
وقال اللواء " الحلبى " القوات المسلحة القوية هى الأساس لحماية الدولة وآية مشروعات تنموية " ، مشيرا إلى أن الرئيس الراحل أنور السادات أبدى نيته للسلام من منطلق القوة ، ففرضت مصر وقيادتها السياسية وبإرادة مصرية " الحرب والسلام " معا .
وأشار إلى ان الأزمات الدولية لا بد لها أن تأخذ وقتا فى التفاوض، مؤكدا أهمية عدم استعجال صانع القرار، مثلما فعل الرئيس الراحل أنور السادات وأخذ وقته وحقق السلام القائم على العدل .
السادات أول من استخدم القوة الذكية
وقال اللواء "الحلبى" القوة الصلبة المتمثلة فى القوات المسلحة تدعم القوة الناعمة والعمل الدبلوماسى والسياسى ، وهو يمثل النموذج المحترف المعروف باسم " القوة الذكية " ، وصولا الى تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدول ، مشيرا إلى أن الرئيس السادات هو أول من استخدم القوة الذكية ، حتى تحقق النصر وتحررت اخر ذرة رمال من ارض سيناء الغالية .
وأردف " أثناء التفاوض على استرجاع طابا ، لم يطلب المصريون من قيادتهم السياسية الافصاح عن الخطط ، أو الإعلان عن أوراق الضغط ، ثقة منهم أنه سيتم ذلك فى الوقت المناسب، حتى تحقق فعليا ما تريده الدولة المصرية انذاك .
ووجه اللواء دكتور نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق رسالة إلى كل الأجيال، بأن مصر حباها الله بأنها أرض سلام ، وهذا تكليف من المولى عز وجل ، وهذا يلقى مسئولية على كل شعب مصر بأن يحفظوا البلاد آمنة لكل من يريد أن يدخلها ، مشيرا إلى أن تحرير سيناء أعاد السلام للأرض التى لم ولن يفرط فيها المصريون مهما كلفهم من تضحيات .