الأجانب لقبوه بـ «الفيمس»
علي صالح.. أشيك بائع كشري مصري في دهب
ببدلة أنيقة ورابطة عنق محكمة يتجهز علي صالح، يوميا مصطحبا عربته ليتجول بها في شوارع مدينة دهب بمحافظة جنوب سيناء، يلقى التحية على هذا ويتبادل الحديث مع آخر، لتعرف قدومه من صوت هتافه قبل وصوله.
"كشري، رز بلبن" يعلو صوت ندائه باللغتين العربية والإنجليزية وهو يدفع بعربة الكشري مرتديا بدلته الكلاسيكية الأنيقة، من منزله حتى الممشى السياحي بمدينة دهب، ليبلغ المارة من المصريين والأجانب بوصوله، ليبدأ ببيع علب الكشري المصري لكسب قوت يومه.
- الصدفة قادته إلى دهب
و يحكي علي صالح ابن محافظة الإسماعيلية لـ "الدستور" أنه كان يعمل في مدينة العراق فترة شبابه، ولكن هناك لحظة قرر النزول فيها الى مدينه نشأته، ليكون للقدر ترتيبه بأن يقف في فترة استراحة بمدينة دهب ليمكث فيها قرابة الـ 3 أيام، وليعود لها مجددا ليقرر أن يكمل حياته على ارضها، رافضا الهجرة لخارج مصر مرة اخرى والبدء من أرض سيناء.
وقال علي "عجبتني طبيعتها البسيطة والمزيج البشري من الأجانب والبدو" كان هذا اكثر ما لفت انتباهه، في فتره مكوثه البسيطة، ليقرر أن يعود لها ويكمل عمله، سواء كمبيض محارة، و في تنظيف مخيمات، ثم بدأ عمله في السفاري السياحية، ليكتسب اللغة الإنجليزية من تعامله مع الأجانب على الرغم من عدم تعلمه في مراحل التعليم الأساسي.
- خبرة زوجته السبب في بيع الكشري
أوضح أنه قرر أن يستقل بعمله وان يكون له عمل خاص يجذب الانتباه ويكسب منه قوت يومه، فبعد زواجه، قرر أن يبدأ في مشروعه الحر في بيع علب الكشري المصري من صنع يديه وباخذ خبرة الصنعة من زوجته رحمها الله معلقا "اللي وصلتله بفضلها ووفاءا ليها كل نجاح وشهره".
"وانا في الجيش كنت بروح عند احد محال الكشري في القاهره كان كيس الكشري بتعريفه" هكذا ارجع صالح ذكرياته مع الكشري، ليفتتح يومه من الثامنة صباحا بتجهيز كل المواد الغذائية الخام و إشعال النيران وطبخ الكشري المصري، وتجهيز أطباق الحلو من المهلبية والأرز بلبن يوما بيوم بمساعدة أبنائه الثلاث، لينطلق بعربته الصغيره المتنقلة من منزله حتى الممشى السياحي بالمدينة.
- كأنه رأيح لقاء رسمي
"اللي يشوفني الصبح يقول رايح لقاء رسمي" كانت هذا مردود التعليقات التي يتلقاها من المارة من اهل المدينة لارتدائه بدلة رسميه كلاسيكية للإنطلاق لبيع علب الكشري المصري معلقا "فضلت يكون مظهري شيك وملفت للانتباه".
نداء مميز اعتادوا اهالي مدينة دهب على سماعه يوميا بصوت مميز يرتفع صوت علي"كشري، رز بلبن" ليعرفوا بقدومه قبل وصول عربته، ليلقون التحية الصباحبة الممزوجة ببعض الدعابة.
- لقب الفيمس
"الفيمس" هكذا أطلقوا عليه الأجانب لتكسب عربة الكشري الخاصة به شهرتها والمميزة بعبارة " yes iam famous" و علاقته القوية مع زبائنه من الأجانب دفعتهم لدعمه بتأسيس صفحات له على مواقع التواصل الاجتماعي باسم "where is ali koshary right now"، ليسألوا بعضهم البعض عن أي الأماكن مر منها بائع الكشري.
- دعم أبنائه له
في مسيرة علي صالح بائع الكشري لم يكن بمفرده ولكن شاركه أبنائه كتفا بكتف، ليقول احمد علي، 25 سنة والابن الاكبر، أنه اثناء مسيرته التعليمية للحصول على شهادته الجامعية بليسانس الحقوق، كان اليد اليمنى لوالده في تجهيز رزق يومهم يوما بيوم.
فيساعد الأبن الأكبر والده في تحضير المواد الغذائية، و تجهيزها وشرائها والوقوف جنبا الى جنب يوميا لطهيها حتى تكون جاهزة ليتناولها الزبون.
يحلم احمد بأن تصبح عربة الكشري المتجولة التي يدعمها محلا مستقرا ليكبر مشروعهما معا، متابعا أنه مع إكمال مساره المهني في مهنة المحاماة، إلا أنه سيظل يدا بيد مع والده في بيع علب الكشري المصري.
اثناء تجول بائع الكشري، لن تجده بمفرده بل يرافقه عبد الله الأبن الأصغر، ليساعد والده في عمله اليومي، يقول بأنه يتولى مسؤولية التوصيل الدليفري للزبائن علاوة على التحضيرات اليومية التي تبدأ من صباح كل يوم.
- كشري صديق للبيئة
معظم أهالي مدينه دهب يشغل تفكيرهم كيفية حماية البيئة البحرية بمدينة دهب والحفاظ على جمال طبيعة المدينة الساحلية، وهذا ما يحرص علي صالح بائع الكشري عليه بأن يقدمه لزبائنه الكشري المصري في علب كرتونية بديلة للبلاستيك حتى يكون كشري صديق للبيئة، موضحا ان الكرتون سريع الانتهاء والذوبان اما البلاستيك فهو لن يتحلل بسهولة ويترك اثره الضار على البيئة المحيطة بنا.
يختتم علي صالح بائع الكشري حديثه،قائلا بأن الإنطباع الجيد هو سبب شهرة عربة بيع الكشري المصري، فمعظم مدينه دهب يعرفوني ولقب "الفيمس" من اطلقه عليا الزبائن الأجانب مختتما "اللي بيدوق الكشري ميستغناش عنه".