أصبحوا آمنين
أطفال بلا مآوى.. حكايات صغار احتضنتهم «التضامن»
أطفال كثيرون أنقذهم برنامج أطفال بلا مآوى التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، والذي يرصد ويتقصي في محافظات الجمهورية عن أطفال الشوارع من أجل توفير سكن آمن وحياة كريمة لهم.
وبالفعل هناك حكايات كثيرة لأطفال أنقذهم البرنامج واستغاثات استجابوا لها بعدما انتشرت على صفحات السوشيال ميديا ترصدها "الدستور" في التقرير التالي.
"أحمد ومحمود" (أسماء مستعارة)، طفلان في الصف الأول الإعدادي، هربا من منزلهما في محافظة الدقهلية، يعملان كباعة جائلين أمام محطة رمسيس، يتخبطان في شوارع القاهرة ومناطقها المزدحمة، وفي آخر الليل ينامان في إحدى الحدائق العامة بالمنطقة نفسها، وانتشرت ثورتنا على موقع فيس بوك.
فيما استطاع الأخصائيون بفرق الشارع ضمن برنامج "أطفال بلا مأوى"، احتضان الطفلين وكسر حاجز الخوف الذي يطل من عينهما واحتضانهما، وإقناعهما للإقامة في دار رعاية للحماية من مخاطر الشارع، إلا أنها تخوفا منهم وعقب 3 ساعات من المحاولة استطاعوا إقناعهم وإيوائهم في دار رعاية اجتماعية.
لم يختلف حال ندى التي دفعها صغر سنها للبكاء بشدة، وهي منزوية داخل أحد أركان محطة مترو المعادي، ولكن شاهدا العاملين بفريق "أطفال بلا مأوى"، وتعاملت معها أخصائية الفريق، وقامت بعمل بعض الأنشطة الترفيهية لطمأنتها وإقناعها بالإقامة في دور رعاية، لحين عودتها إلى أسرتها.
وبحسب بيانات التضامن فإنه تم حماية 80% من أطفال الشوارع بتقديم خدمات الإعاشة والتأهيل لهم عبر البرنامج، ودمج 60% ممن تم إنقاذهم من الشوارع وإيداعهم "أسرة - دور رعاية اجتماعية".
في إحدى شوارع منطقة مصر الجديدة، فضلت "فاتن" اسم مستعار، 10 سنوات، العيش على الأرصفة بدلًا من البقاء مع أسرتها، بعدما ضاقت بها كل السُبل، استغلها قائدي تلك الشوارع للعمل لديهم، طوال الليل والنهار، فضلًا عن المضايقات التي كانت تتعرض لها.
استطاع فريق "أطفال بلا مأوى"، وضع نهاية لمأساتها من خلال إقناعها بالذهاب إلى إحدى دور الرعاية للبقاء داخلها لفترة مؤقتة، حتى يتم تأهيلها نفسيًا ومجتمعيًا، حتى تم التواصل مع أسرتها لعودتها من جديد، ووفر البرنامج لها عمل بورشة للخياطة إلى جانب عائد مادي لمساعدة أهلها على إعالتها.
تلك القصة لم تكن لطفل بلا مأوى، بل أسرة كانت بلا مأوى، تحوي "أم خالد"، 25 عامًا، وطفلها الصغير 5 سنوات، الذي كانت تستغله للتسول به في إشارات المرور، بعدما طلقها زوجها وطردها هي وابنها في الشارع، عقب زواجه من أخرى.
قبل أن تفكر "أم خالد" في التسول بطفلها الصغير، استغاثت بأختها إلا أن زوج الأخيرة طردها، فاضطرت للتسول والمبيت بطفلها في الشوارع، التقطها فريق "أطفال بلا مأوى"، وحاول إقناعها بالاستجابة لهم لاسيما أن طفلها يتعرض للخطر في الطرق وأمام السيارات.
تم توفير مكان لها، داخل إحدى دور الرعاية التي تهتم بالمرأة المُعنفة في المجتمع المصري، وتم إيداع "خالد" الصغير في إحدى دور الرعاية التابعة للجمعيات الأهلية الخاصة بالوزارة، لحين توفير سكن يجمعهما في مكان واحد.
وعلى مدار الثلاث سنوات الماضية، تم التعامل مع 23 ألف طفل بلا مأوى منذ يناير 2017 وتم دمج 1475 طفلًا، 1104 طفلًا منهم تم دمجهم في مؤسسات الرعاية الاجتماعية، و371 طفلًا دمج أسري، وفي مجال إدارة الحالة تم العمل مع 600 حالة تم دمجها وإعادتها للأسر.
أسرة أخرى، احتضنها الشارع بعدما كانت بلا مأوى في منطقة مصر الجديدة، مكونة من الأم "ليلى" اسم مستعار، معها طفلين 9 سنوات، وأختهما الكبرى 17 عامًا، طردهما جميعًا الأب، ولم تجد الأم سوى الشارع ملجأ لها.
واستطاع فريق "أطفال بلا مأوى"، توفير مكان آمن لهم في إحدى دور الرعاية، وإيجاد فرصة عمل مناسبة للأم، تدخل عليها عائد مادي مناسب حتى يتم توفير سكن للأسرة كلها.
يوجد 21 مؤسسة في 13 محافظة تعمل على تأهيل الأطفال وإعادة دمجهم مابين دور الرعاية وأسرهم، بالإضافة إلى أنه يوجد 10 مؤسسات حتى عمر 18 سنة في عدد من المحافظات التي تضم عدد كبير من كبار بلا مأوى، في إضافة جديدة للبرنامج.