رسالة دكتوراة بـ«الألمانية» توجه بتطبيق الاستهلاك التعاوني الرقمي في مصر
حصلت الباحثة سهى أحمد أبوطالب، بقسم التسويق بكلية تكنولوجيا الإدارة بالجامعة الألمانية بالقاهرة، وحاليا أستاذ مساعد للتسويق الرقمي بالجامعة، على درجة الدكتوراة بتقدير امتياز عن أطروحتها المعنونة بـ" التدين والاستهلاك التعاوني الرقمي"، و لتي تهدف إلى دراسة تأثير التدين العام على مواقف ومعايير الأفراد تجاه تبني سلوك الاستهلاك التعاوني الرقمي في مصر باعتبار التدين العام عنصر اصيل فيها، صرحت بذلك الدكتورة نهى البسيوني وكيل كلية تكنولوجيا الإدارة للشئون الأكاديمية ورئيس قسم التسويق بالجامعة و المشرف العام على الرسالة بالتعاون مع الدكتورة ساره حامد بالكلية.
وتابعت أن الأستهلاك التعاوني الرقمي الذي يعتمد على تشارك مجموعة من الأفراد في أستخدام سلعة أو الحصول على خدمة بدلاً من شرائها أو امتلاكها خاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي، يعد حلاً للعديد من المشكلات المجتمعية والبيئية التي تواجه العالم في القرن الحادي و العشرين خاصة في الدول النامية لانه يشجع على تحقيق التنمية المستدامة وتقليل استخدام الموارد الطبيعية وبالتالي تقليل النفايات والحفاظ على البيئة ، كما يعلب التدين العام دور رئيسي في تشكيل ثقافة الاستهلاك لدى الأفراد إذ تدعو جميع الأديان إلى أهمية الحفاظ على البيئة والطبيعة وعدم الإسراف في استخدام الموارد والخدمات وغيرها.
ونوهت بسيوني إلى أن الباحثة سعت في أطروحتها إلى تحليل دور التدين العام في التأثير على الاستهلاك التعاوني الرقمي من خلال الدمج بين نظريتي التنشيط المعياري المعنية بدراسة السلوك الإيثاري الصديق للبيئة، والسلوك المخطط والتي تعد واحدة من النظريات الشهيرة المستخدمة للتنبؤ بنوايا الشخص في سياقات مختلفة.
وقامت الباحثة بإجراء دراسة تطبيقية ميدانية على خمسمائة مستهلك من فئة الشباب لدراسة ميولهم تجاه التشارك في استخدام السيارات بإعتباره أحد أمثلة الاستهلاك التعاوني الرقمي، وتم الاستنتاج أن للتدين دور فعال في نشر الوعي لدى الأفراد بالعواقب وإسناد المسؤلية وهما عاملان حيويان في الاستهلاك التعاوني الى جانب عوامل اخرى مثل المنافع الاقتصادية والبيئية كنتيجة للتشارك في السيارات "القيادة الاقتصادية البيئية للمركبات"، وهو ما يمثل حل عملي لتخفيف استهلاك الوقود والتلوث البيئي إذا يقلل ذلك من انبعاثات الكربون، والاختناقات المرورية على الطرق، موضحة أن نتائج الأطروحة ساهمت في تطوير نظرية جديدة تسمى "نظرية السلوك الأجتماعي للمستهلك لدراسة السلوكيات الاجتماعية والاقتصاد التشاركي في أبحاث مستقبلية.
وأكدت بسيوني أن دراسة الثقافات الدينية خطوة هامة لممارسي التسويق لأنها تساعدهم أثناء حملاتهم الأعلانية في انتقاء اللغة و المفاهيم و الرسائل التي تزيد وعي المستهلكين بالقضايا البيئية و تشجعهم على الإنخراط في الأنشطة التعاونية، وتم نشر هذه الأطروحة في عدة مجلات دولية مرموقة منها، التسويق الإسلامي، إدارة الجودة البيئية، التسويق العام، كما تم نشر جزء منها في فصل من كتاب تسويق العلاقات التحويلية إلى جانب مؤتمر التسويق الأوروبي.
تكونت لجنة الممتحنين الذين ناقشوا الباحثة عبر تقنية الفيديو كونفرانس من جونثون ويلسون، أستاذ تسويق وثقافة بجامعة ريجنتس لندن، أحمد جمال، أستاذ تسويق واستراتيجيات الإدراة بجامعة كارديف بالمملكة المتحدة.