«نور» من حلم دراسة الفنون الجميلة لمعلمة الرسم لـ 400 فتاة

منذ طفولتها وامتزجت فطرتها بحب الرسم، واحتضنت أناملها الأقلام والألوان لترسم كل ما تقع عليه عينيها في كراستها الصغيرة، ويظل حلم أن تصبح فنانة ورسامة يراودها طيلة عمرها الذي لم يتجاوز الـ23 عاما، وبالتأكيد كانت تود أن تتوجه لدراسته واحترافه، لكن الظروف عادة ما تضع تحدياتها أمام الحالمين ليكون هو الحد الفاصل بين من كافح حتى الوصول الى مبتغاه، وبين من ينكسر ويعود من منتصف الطريق مستسلما للفشل مرددا عبارات الأعذار الزائفة.

 تقول الرسامة  نور ،إيهاب بنت مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، فى تصريحات لـ«الدستور»، إن أول التحديات التي واجهتها هي صعوبة التحاقها بكلية الفنون الجميلة التي تحلم بها نظرا لكونها تدرس بجامعة الأزهر التي لا يوجد بها كلية فنية من الأساس، فاضطرت إلى الالتحاق بكلية الدراسات الإسلامية بالجامعة ذاتها والتي تبعد كل البعد عن مجالها، وبجانبها تشارك في ورش فنية وتحضر دورات تعليمية وأيضا تعتمد على التعليم الذاتي لتستزيد وتنمي موهبتها، لكن ظلت الفنون الجميلة شغلها الشاغل التي لم تغض الطرف عنه للحظة، حتى ساقتها الصدفة بعد عامين الي معلومة كانت بالنسبة لها طوق النجاة وهي أنها يمكنها الالتحاق بقسم التعليم الحر بكلية الفنون الجميلة  بجامعة حلوان.

لم تدع «نور» لحظة لكي تتفلت منها هذه الفرصة، بل بادرت للتقديم وهي لا تزال بكليتها بجامعة الأزهر وواجهت صعوبة في التوفيق بين كلتاهما، حيث كانت تذهب لكليتها الأولى بمدينة الزقازيق صباحا وما أن تفرغ منها تسافر إلى القاهرة للدراسة بكليتها الثانية ما شكل مجهودًا كبيرًا عليها.

وصلت «نور» لمستوى متقدم في مجال الرسم حتى أنها شاركت في العديد من المعارض كان أوله معرض كلية الفنون الجميلة بالزمالك، ومعرض جيهان فوزي وأيضا معرض ساقية الصاوي ثم أحد المعارض ببلچيكا وتم اختيار لوحتها ضمن أفضل اللوحات المشاركة وتم تصعيدها للمشاركة في أحد المعارض بأوروبا وحازت على الكثير من الجوائز والميداليات على أعمالها تقول: "أشعر مع كل لوحة أقوم برسمها كأني أعيش قصتها وحالتها لذا أحب التقاط الصور معها".

بعد تحقيق هذه النجاحات قررت «نور» أن تتيح الفرصة الى محبي الفنون في تعلم الرسم حيث قامت بتنظيم ورش تعليمية حضرها حوالي 400 فتاة بأعمار مختلفة تبدء من عمر 11 حتى 50 عاما كان ضمن هؤلاء مدرسات بمدارس فنية الأمر الذي أسعدها للغاية.