أضاعها شهيد فلسطيني
سيد كراوية يروى تفاصيل «العالم الرابع» القصيدة المجهولة لـ«الأبنودي»
تحل علينا اليوم الذكرى السادسة لرحيل شاعر العامية الكبير عبد الرحمن الأبنودي.
كتب الأبنودي الكثير من القصائد التي ذاع صيتها واشتهرت، إلا أنه له نصوصًا أخرى طواها النسيان. ومنها قصيدة “العالم الرابع”.
يقول المفكر والكاتب سيد كراوية لهذه القصيده "العالم الرابع" زمن وقصة.. كتبت فى السويس وقت أن كانت الأنوار مطفئة بقوانين الحرب فى مدن القناة.. بعد هزيمة يونيو الكارثية .. تلك الهزيمة التى شحذت القوى الحية فى المجتمع ناحية ليس فقط حقيقة الأوضاع السياسية ومدى ما تمثله من ضياع وضعف أوصلنا الى هذا الهوان .. لكنها كانت وصلت لإستنتاج أن هذه الأوضاع غير قابلة للإستمرار ولابد للبحث عن طريقه ومنهج لتغييرها من أجل تجاوز هذه الأزمة المؤلمة .
ويضيف فى هذه الأيام كنا نحدد معسكرنا التحررى فى مواجهة المعسكر الإمبريالى ، فكان كل إنتصار للفيتناميين إنتصارا لنا وصمودهم ينعش أمالنا فى القدرة على الصمود والتصدى .. وكان من الطبيعى أن يكون جيفارا أيقونة هذه الحالة .. الثورى المطلق والمجرد والذى ينازل الإمبريالية حيث توجد فى حالة مثالية تقترب من فكرة " المخلص الثورى " لذا كان خبر قتله فى أحراش بوليفيا دراميا للغاية : مابين عدم التصديق والأسى المر .. طرح هذا على المناضلين المصريين فكرة تحديد ماهو الوضع ؟ .. ومن هم ؟ .. وما العمل ؟ .. فى وسط هذا الحطام جلس الأبنودى بقرية الجناين بالسويس فى ظل غياب النور وكما يقول تحت لمبة جاز – قليلة الجاز - يترجم حالة شباب هذه الأيام المناضل .. الذى يشكو حاله مابين الرجاء والأمل وبين اليأس .
ويتابع المفكر سيد كراوية ان الوجه الآخر كيف ضاعت هذه القصيده من الأبنودى .. وكيف وصلت الينا ؟ .. كان هناك شابا فلسطينيا صديق مشترك بيننا وبين الأبنودى .. وكان يدرس بمعهد عالى بشبين الكوم .. وكنا نعرف عنه مدى ولعه بالثقافة والفكر والسياسة .. وأنه وهب عمره لقضية وطنه "مازن أبوغزاله"، هو الذى أعطانا القصيده على أساس أننا سوف ننسخها ثم يستعيدها، وبعد أسبوع أو حوالى ذلك جاءنا خبر إستشهاده على الحدود الفلسطينية وهو يحاول التسلل فى عملية فدائية فى الداخل من الحدود الأردنية، وهكذا لم يستعد مازن القصيدة.
ويلفت المفكر سيد كراوية إلى أن "الشاعر عبدالرحمن الأبنودى عرف أن نسختها الأصلية لدى ، ولكنها طبعا تم مصادرتها ضمن مكتبتى كامله فى أحد حملات أمن الدولة الشهيرة فى السبعينات عقب أحداث قصر ثقافة بورسعيد.
من حسن الحظ أن لدينا صديقا ( أحمد أبوزيد ) مولع بالإحتفاظ بالوثائق والمستندات كان أخذها وكتبها لديه ليخرجها الآن كنت فقدت الأمل فى العثور عليها .
بل أن الأبنودى مرة طلبها .. وأيضا مؤمن المحمدى .. وتأسفت لضياعها