الصحف اللبنانية: لا مؤشرات حول انفراجة قريبة في ملف تشكيل الحكومة

أكدت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء، عدم وجود أي تطور ملموس بشأن إمكانية تشكيل الحكومة الجديدة قريبا، في ظل حالة الجمود وغياب المؤشرات الكافية التي تدل على أن الأطراف المعنيين بعملية التأليف الحكومي، لديهم النية للتوافق على مخارج للمأزق الراهن.

وأشارت صحف (الجمهورية ونداء الوطن والأخبار واللواء والشرق) إلى تزايد المخاوف من استمرار انهيار الدولة اللبنانية وعدم القدرة على استيراد الدواء والغذاء والمحروقات، وسط تحذيرات من انفجارات أمنية وشعبية مع اقتراب رفع الدعم في غضون الفترة المقبلة.

وذكرت الصحف أنه فيما ترتفع وتيرة التوتر السياسي بسبب الفراغ الحكومي المفتوح وغياب الحلول وانقطاع التواصل بين الفرقاء السياسيين في ظل حالة التشبث بالمواقف المتصلبة، تتفاقم وتيرة الضغوط الشعبية جراء الانهيار الاقتصادي المتمادي والخشية من الأسوأ في ظل غياب المخارج وأي أفق للمعالجات.

وأوضحت أن الدعم إن لم يتوقف عاجلا بسبب حلول شهر رمضان، فإنه من المرجح أن يُعلن عن رفعه آجلا قبل حلول شهر يونيو المقبل، لا سيما وأن كل المؤشرات تدل على أن الرفع سيكون كليا وليس جزئيا، باعتبار أن ترشيد الدعم كان يصح قبل 6 أشهر عندما كان الاحتياطي في مصرف لبنان المركزي يبلغ 9ر17 مليار دولار، وكان وقتها يُمكن الحديث عن ترشيد الدعم وتخفيضه من حدود 500 مليون دولار شهريا إلى حوالي 266 مليونا، أي بنسبة 50%.

وأضافت أن احتياطات العملات الأجنبية لدى البنك المركزي أصبحت عند مستوى 88ر16 مليار دولار، ومن ثم فإن الترشيد لم يعد قابلا للاعتماد، خصوصا وأنه لم يتم الاتفاق على تخفيض نسبة الاحتياطي الإلزامي (ما تبقى من أموال المودعين في القطاع المصرفي اللبناني بالدولار الأمريكي) لدى مصرف لبنان المركزي من 15% إلى 12% وإصرار جمعية مصارف لبنان على أن أموال الاحتياطي الإلزامي هي إيداعات ذات تخصيص محدد ولا يُمكن تحويلها لأي سبب من الأسباب إلى دعم المنتجات المستوردة، وبالتالي لا يُمكن التصرف فيها لأغراض الدعم.

وأشارت الصحف إلى أن النقاش الدائر حاليا حول اعتماد فكرة البطاقة التموينية بحيث تشمل 750 ألف عائلة لبنانية من الأكثر فقرا واحتياجا، غير أن هذه الفكرة تواجه بأمرين الأول هو قيمة المبلغ الذي سيُعتمد لكل أسرة مستفيدة والثاني هو مصدر التمويل، مشيرة إلى غياب مصادر تمويل البطاقة التموينية حتى الآن، ورفض الرئيس اللبناني ميشال عون إلغاء الدعم قبل اعتماد البطاقة ودخولها حيز التنفيذ.