احتجاجا على تقديم الشعراء المصريين في إحدى الندوات
«والله نضربهم».. أزمة عبد الرحمن الأبنودي مع سمير سرحان وسعد أردش
في ختام إحدى أمسيات معرض الكتاب الدولي عام 1988، فجر الشاعر عبد الرحمن الابنودي، أزمة كبيرة قبل بدء أمسية الشعر العامي التي حضرها الدكتور سمير سرحان، رئيس هيئة الكتاب وقتها.
و تحدث الأبنودي مخاطبًا جمهوره:" هناك إهانة يتعرض لها الشعراء المصريون كل عام في هذا المعرض، وكأنها مؤامرة على الشعر المصري والشعراء المصريين الأستاذ عبدالله البردوني، شاعر كبير وأستاذنا، لكن ميبقاش أبدا الشاعر عبدالله البردوني ومجموعة من الشعراء المصريين".
وتابع:" الشعراء المصريين ليسوا مجهولين، وعفيفي مطر ميبقاش الشعراء المصريين، واحنا منبقاش الشعراء المصريين، وإن كان على الليلة فنحن بإمكاننا إحياء 99 ليلة، وإذا كان على الناس ربنا يخلي لنا الشعب المصري ووجوهكم بنقابلها كل يوم، وف كل مكان، ومش محتاجين لمعرض الكتاب عشان نقابلكم ، فإما حيمشوا معانا كويس ويحترمونا زي ما بنحترمهم سواء كان سمير سرحان أو الاستاذ سعد أردش هو اللي منظم الحكاية دي وإلا والله نضربهم".
- الأبنودي:"كان يوم مقندل يوم ما كتبنا شعر عامي"
وهنا حاول الدكتور سمير سرحان أن يقاطع الأبنودي فرد عليه:" لما اخلص يا بيه.. لما اخلص كلامي، أكمل:" ده عن الشعراء المصريين عامة، وتعالوا لقدرنا اللي اسمه شعر العامية، كان يوم "مقندل" يوم ما كتبنا شعر عامي، ياخويا يكومونا على بعض ويحدفونا في آخر ليلة لما الوفود تكون مشيت، 12 شاعر ي ليلة واحدة يعني الواحد يقول سبع دقايق ونص ويتكل على الله".
وواصل الأبنودي:" السبع دقايق دول نقدر نسرقهم من الراديو ولا من التلفزيون، لكن ليه شعراء العامية ميتوزعوش على كل الشعراء في كل الأمسيات؟، طبعا لأن شعر العامية شعر معدي زي "الجذام" ميصحش يقعد مع الأصحاء".
- سمير سرحان يرد هجوم الأبنودي
وردا على كلام عبد الرحمن الأبنودي فقد تحدث الدكتور سمير سرحان، وقال إن الأبنودي خانه التوفيق في كلمته، وتحدث عن أهمية استضافة الشعراء العرب في أمسيات المعرض كجسر للتواصل الثقافي بيننا وبين البلاد العربية من أجل تحقيق الوحدة الثقافية في وقت فرقت بيننا السياسة.
كما نفى "سرحان" تجاهل إدارة المعارض للشعراء المصريين وإهانتهم، مؤكدا أن ترتيب كلمات الشعراء تم طبقا للحروف الأبجدية بغض النظر عن مكانة الشعراء العرب والمصريين، الذين هم أصل الإبداع وقبلة أنظار المثقفين في العالم العربي هم تبعا لقدر مصر ومكانتها الحضارية والثقافية التي تجعل الشعراء العرب يأتون إليها خصيصًا ليطلقون منها صيحتهم عالية مدوية".
ووجه كلامه للأبنودي قائلًا:" لهذا أرجو أن يصدق صديقي الأبنودي أن هذا المهرجان الثقافي أعاد للقاهرة، وجهها الحضاري المشرق على مستوى الوطن العربي وأعاد للقاهرة شعراءها المصريين أيضا".
- الشاعر المصري يجب أن يحترم
وهنا رد "الابنودي"، " يعني هطلع من هنا ضد العرب"، وهنا طالبه سمير سرحان وبعض الحاضرين بأن يبدأ في قول الشعر، فوجه الابنودي حديثه للجميع قائلا:" تسمعوا شعر لما ييجي شعر، إنما لازم الانسان يخلص اللي ف ضميره واللي ف قلبه وبالنسبة للعام القادم – اذا عشنا- اذا سلكتم معنا نفس السلوك فلن نشارككم هذا الاحتفال الثقافي الضخم ونحن لا ننكر هذا، فمعرض الكتاب الذي ناضل لكي يصبح معرضا عربيا بعد أن نفي من داخله اسرائيل، لاشك انه يشرفنا أن ترتفع أصواتنا منه ولكن يجب أن يحترم الشاعر المصري، ويجب ألا يعامل كأنه شئ هامشي"، وذلك حسبما ذكر مجدي الطيب، في جريدة صوت العرب.