شريف الجيار يناقش«كليلة ودمنة» بالنيل الثقافية.. غدًا
يستضيف الإعلامي خالد منصور، الدكتور شريف الجيار الناقد الأكاديمى، أستاذ مساعد النقد والأدب المقارن بآداب بني سويف مصر، حول كتاب كليلة ودمنة، وذلك في حلقة جديدة من برنامج «مدد»، وهو برنامج رمضاني يتناول كبار المتصوفة، وأهم الكتب التراثية، ويذاع في تمام الواحدة ظهر اليوم الأربعاء على شاشة النيل الثقافية..
صدر عن مركز المحروسة قصص الكتب الخمسة أو كما هي مشهورة في ثقافتنا بــ«كليلة ودمنة»، وهي من أقدم الحكايات الباقية في شبه القارة الهندية. جمعها البانديت فيشنوشارما لتعليم وتنوير أبناء الملك «أماراشاكتي» الحمقى ثقيلي الظل، كثير منها عن الحكمة، مكتوبة بأسلوب حكاية داخل حكاية، رغم عودتها للقرن الثالث ما قبل الميلاد، لكنها تتمتع بشعبية حتى اليوم بين الصغار والكبار لما بها من حكمة وكذلك لطرافتها وذكاءها، قصص الكتب الخمسة كتبها فيشنوشارما، وترجمها سامح سعيد عبود.
أما النسخة العربية من «كليلة ودمنة» لابن المقفع، فصدرت طبعة حديثة منها عن الدار المصرية اللبنانية من سلسلة كلاسيكيات الأدب، «كتاب كليلة ودمنة»، والذي قدمه دكتور صلاح فضل، وقدمه مطولًا محمد فتحي أبو بكر، وتمت دراسته ومراجعته على يد عصام كمال السيوفي.
ويعتبر هذا الكتاب من أصل هندي، وقد وضعه العلماء الهند على لسان الطير والوحش، وقد نقل فى أيام كسرى أنوشروان من النهدية إلى الفارسية، ونقله ابن المقفع من الفارسية إلى العربية، ومنها إلى أكثر لغات العالم، وذلك لكونه من مصادر الحكمة البشرية، وقد سمي باسم أخوين من بنات آوى: كليلة ودمنة.
ويعد هذا الكتاب – بالرغم من انتقاد بعض المستشرقين ومن أدلى بدلوهم لهذا الكتاب، وزعمهم بأن المقفع لم يتحر الدقة وتوسع فى عباراته، وأنه انحرف أحيانًا بالفكرة، وأنه وضع أبوابًا من عنده – فبرغم كل هذا فإن هذا الكتاب يعد كما يقول الشيخ إبراهيم اليازجى من كنوز الحكمة المشرقية، بل الحكمة الآدمية التي لم يجتمع منها في الكتب ما اجتمع فيه على صغر حجمه وقله جرمه، فهو بهذا قيمة إنسانية خالدة والحكمة فيه قائمة على قواعد مكينة، يثبتها صاحبها بالبرهان والحجة، ويقيم عليها الشاهد، ويوضح نتائج اتباعها ومخالفتها بطريقة حية مؤثرة.