يركب طائرة حربية.. «قصة صورة» لـ إحسان عبد القدوس أيام حرب اليمن
"أنا موقفي لم يتغير أبدا من يوم أن كنت طالبا في الثانوي وبدأت أعي وأشارك في الحياة السياسية، وهو موقف قائم على الاعتراف بحرية الفكر السياسي للجميع، واحترام هذه الحرية، بقدر ما أطالب الناس باحترام حريتي، ولهذا فقد كنت في جميع مراحل حياتي أعترف بحرية الآخرين، وحتى احتفظ بحريتي كاملة في إبداء رأيي، وبعد تجربة واختبار للتيارات الأساسية التي كانت تسود الحياة السياسية قبل وبعد الثورة، فقد حرصت على ألا أنضم لأي تنظيم سياسي، ولهذا فإنك لو تتبعت جميع المراحل التي عشتها تجد أنها دائما في صورة واحدة".. هكذا اعترف الكاتب الراحل إحسان عبد القدوس في حوار قديم له بمجلة "الدوحة".
في صورة نادرة للراحل إحسان عبد القدوس، ظهر فيها وهو يستعد لركوب إحدى الطائرات الحربية، وقد غلب عليه الإحساس الصحفى بأن يشارك في غارة جوية أيام حرب اليمن لكي يستطيع أن ينقل الصورة الحقيقية للأحداث، وذلك بحسب ما ذكرت الصفحة الرسمية لإحسان عبد القدوس عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وفي مقال للكاتبة سهير طاهر بجريدة الأهرام جاء بعنوان "معارك الحب والسياسة في حياة إحسان عبد القدوس"، استشهدت بكتاب "إحسان عبد القدوس.. معارك الحب والسياسة 1919 - 1990" للكاتبة زينب عبد الرازق، الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، موضحة أنه يرصد تقاطعات الحب والسياسة في حياته مازجا بين العام والخاص، كما ذكرت أن إحسان عبد القدوس شكل مواقفه السياسية بوضوح حول الحياة الحزبية التي صنعها النظام في عهد السادات، والحياة السياسية بشكل عام، والوضع الاجتماعي، وانتقد ظاهرة تقديم الرشاوى للناخبين التي يقدمها المرشحون لعضوية مجلس الشعب، ومن آرائه التي أغضبت منه الكثيرين أنه حين سئل عن سياسة مصر الخارجية وقوات الجيش المصري في اليمن والوحدة مع سوريا فقال: "إن دخول مصر في حرب اليمن خطأ فيما يتعلق بإمكانات مصر، ولذلك فشلنا في اليمن وفي سوريا، ونظرا لهذه الأخطاء كانت النتيجة الطبيعية هزيمة يونيو 1967".
كان إحسان عبد القدوس قد تولى رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف، وكان عمره وقتها 26 عاما، وهي المجلة التي أسستها والدته، وقد استلم رئاسة تحريرها بعدما نضج في حياته، ولكن لم يمكث طويلا في مجلة روز اليوسف ليقدم استقالته بعد ذلك، ويترك رئاسة المجلة لأحمد بهاء الدين، ويتولى بعدها رئاسة تحرير جريدة أخبار اليوم من عام 1966 إلى 1968، ومن ثم عين في منصب رئيس مجلس الإدارة إلى جانب رئيس التحرير خلال الفترة بين 1971 إلى 1974.
وكانت لإحسان عبد القدوس مقالات سياسية تعرض للسجن والاعتقالات بسببها، ومن أهم القضايا التي طرحها قضية الأسلحة الفاسدة التي نبهت الرأي العام إلى خطورة الوضع، وقد تعرض لمحاولات اغتيال عدة مرات، كما سجن بعد الثورة مرتين في السجن الحربي وأصدرت مراكز القوى قرارا بإعدامه.
وبالرغم من موقفه تجاه اتفاقية كامب ديفيد إلا أنه في قصصه كان متعاطفا مع اليهود كما في قصص "كانت صعبة ومغرورة" و"لا تتركوني هنا وحدي".