انطلاق فعاليات الموسم الديني والثقافي للزاوية القادرية في شهر رمضان
انطلق برنامج الإحياء الرمضاني الذي تنظمه زاوية الشيخ "المختار الكنتي" بالتعاون مع الاتحاد للزوايا والهيئات القادرية الكنتية بالعاصمة الموريتانية نواكشوط.
وخصص الإمام الشيخ "محمد بن الشيخ بن حمادي"، إمام وخطيب جامع زاوية الشيخ "سيدي المختار الكنتي" بنواكشوط، محاضرته للحديث عن موضوع "كيف نعيش رمضان؟ وكيف ننعشه؟"، وعقب على المحاضرة الأديب "محفوظ بن الفتى" وختم مداخلته بقصيدة مديحية للشيخ الكبير.
وتم تنظيم إفطار جماعي بهذه المناسبة، كما تم إطلاع المدعوين على معرض القرية التراثية التي تقدم لصنفي التراث الثقافي المادي واللامادي، واشتملت على رواق المتحف الأثري الذي يعكس نمط العيش ووسائل الإنتاج في الصحراء، ورِواق الثقافة العالمة، ورواق عصرنة التراث الثقافي، إضافة الى رِواق الصور والوثائق النادرة.
وقام الحاضرون بجولة في مر كز البحث العلمي والتوثيق والنشر الذي يضم أربعة أجنحة من المكتبات، وهي جناح مكتبة المخطوطات، وجناح مكتبة المطبوعات، وجناح المكتبة الرقمية للمخطوطات والكتب المطبوعة، إلى جانب جناح المكتبة المسموعة والمرئية، ليتم ختم فعاليات الإحياء الرمضاني بصلاة التراويح.
وتعد الطريقة القادرية من أول الطرق الصوفية التي دخلت إلى المغرب في القرن السادس الهجري/12م، ومن ثم انطلقت إلى غرب إفريقيا وشرقها عبر الصحراء المغربية، فنشطت بذلك وتفرعت عنها زوايا كثيرة بالصحراء وإفريقيا الغربية بفضل رجال مشاهير كالشيخ البكاي المتوفى في بداية القرن السادس عشر. فقد كان هذا الشيخ أول داعية قادري في الصحراء وعن طريقه دخلت الطريقة القادرية إلى بلدان إفريقيا، ثم بلغت ذروتها على يد الشيخ المختار الكنتي الذي عاش بين ولاته وتمبوكتو وتوات في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر. فصادفت دعوته إقبالًا كبيرًا من سائر الأوساط بمجتمع المغرب وغرب إفريقيا، فاشتهرت بذلك زاويته بأزواد، وكان لها بعد ذلك فضل كبير على التجديدات الدينية التي عرفتها بعض الفروع التي تشعبت عنها.