أحمد مجدي همام يكشف تفاصيل روايته الجديدة «موت منظم»
تصدر قريبا للكاتب المصري أحمد مجدي همام رواية "موت منظم"، عن دار هاشيت أنطوان نوفل في العاصمة اللبنانية بيروت، والتي تعد الرواية الخامسة في مشروعة الروائي والكتاب التاسع له.
وعن كواليس كتابة رواية "موت منظم" يقول مجدي همام: "في أحد أيام 2012 كنت أتسكع أونلاين في صفحات الفيس بوك المختلفة عندما وقعت عيني على صورة نشرتها صديقة سورية، صورة مؤلمة بالأبيض والأسود لمجموعة من الفتيات عاريات ومصلوبات، وأرفقت تعليقا تحت الصورة حكت فيه أن ذلك اليوم هو ذكرى وفاة جدها الذي انتقل من تركيا إلى حلب في شمال سوريا ضمن موجة الأرمن الذين جرى ترحيلهم على يد الأتراك العثمانيين في 1915. وحكت مغامرات عجائبية لجدها في الطريق من وطنه الأصلي إلى حلب، وكيف نجا من الموت أكثر من مرة، وكيف استقبله الحلبيون هو وباقي الأرمن وأكرموا وفادتهم، وكيف أسلم هذا الجد وأسس أسرة جديدة له في حلب بدلا عن تلك التي قضت نحبها في مسيرات ترحيلة الأرمن والإبادة الوحشية ضدهم".
وأضاف في تصريحات لـ"الدستور"قائلا: "أثارتني الحكاية، لم أكن أعرف الكثير عن الأرمن، سوى أن هناك من قتل الكثير منهم قبل سنوات وأن أنوشكا من أصل أرميني. هذا فقط ما كنت أعرفه عنهم، كنت أحسبهم دولة واقعة في شرق أوروبا بجوار المجر وسلوفاكيا مثلا، إلا أن تلك الصورة للفتيات العاريات المصلوبات وقصة الصديقة السورية عن جدها دفعتني لأقضي أيامًا في تقصي الأمر وتكوين صورة عنه من الوثائق والمراجع والكتب والفيديوهات والأفلام. فعرفت أن الموقع الجغرافي لهم كان بداخل تركيا العثمانية، في شرق وجنوب الأناضول. دولتهم حاليا بين إيران وتركيا وأذربيجان. وقرأت تاريخ المذابح، بين 1894 والمذبحة الكبرى في 1915 التي راح ضحيتها مليون ونصف المليون أرمني في 3 شهور. لقد امتلأت بالحدث وتشبّعت به، وكتبت قصة قصيرة عنه، وصارت تلك القصة بذرة أولية لمشروع رواية "موت منظّم".
وتابع: في 2013 حصلت على منحة من مؤسسة المورد الثقافي دعمًا للرواية، مكّنتني تلك المنحة من السفر إلى أرمينيا لحضور إحياء ذكرى مئوية الإبادة، والتعرف على البيئة التي سيدور فيها بعض الأحداث، وللنظر عن قرب للثقافة والمجتمع الأرميني، كما سافرت إلى لبنان، فزرت تجمعات الأرمن في حي برج حمود في بيروت، وجامعة هايكازيان الأرمينية، وميتم عش العصافير للأيتام الأرمن في مدينة جبيل، وقابلت بعض المعمرين الأرمن واستمعت لحكاياتهم. كما مكّنتني المنحة من شراء المراجع اللازمة. هذا بخلاف أن الجمعية الخيرية الأرمنية في مصر الجديدة زوّدتني عن طريق د.أرمن مظلوميان والمتخصص الأكاديمي الفذ د.محمد رفعت الإمام بمراجع كثيرة جدًا.
واستطرد: في 2014 شرعت في كتابة "موت منظم"، وفي ابريل 2021 صدرت الرواية، بين هذين التاريخين، قضيت سنوات في تشرّب الموضوع والتشبع به، لقد اختمرت الفكرة في داخلي وتعتّقت وكُتبت على مدار سنوات، لم تكن سنوات متصلة، لكني رجعت للاشتباك بالرواية وإنجازها مع 2019، وأكملتها تمامًا في صيف 2020.
واختتم حديثه لـ"الدستور" قائلا: النقطة الأخيرة التي أود أن أشير لها، هي أن القضية الأرمنية بالنسبة لي ككاتب ليست مجرد مأساة إنسانية أثرت فيّ فكتبت عنها كنوع من تبني القيم الإنسانية وإعادة إنتاجها فنيًا. فتلك القضية، مادة خام جيدة للكتابة، فعمرها يتجاوز 100 عام، لديك قرن كامل من الزمان للتقافز فيه كروائي ومؤلف، ولديك مساحة جغرافية كبيرة تبدأ في أرمينيا ثم تركيا ثم العراق وسوريا وفلسطين ولبنان والأردن ومصر. وبالتالي فإنها كانت مادة خام جيدة جدًا لأي فنان أو كاتب بحيث يستطيع أن يستخلص منها حكاية جيدة.