"إيسلاميست ووتش": المنظمة تروج للفكر المتطرف وتقدم الإخوان كقوة سياسية
تقرير أمريكي يكشف تورط منظمة الإغاثة الإسلامية في تمويل الإرهاب
حذرت منظمة "إيسلاميست ووتش" أحد مشروعات منتدى الشرق الأوسط (ميدل إيست فورم)، من خطورة الوجه الحقيقي لمنظمة الإغاثة الإسلامية، التي تعد إحدى أكبر الجمعيات الخيرية الإسلامية، بسبب صلتها بجماعة الإخوان وجماعات الإسلام السياسي الأخرى، كاشفة أن المنظمة تدعم الإرهاب من خلال تمويل الجماعات المتطرفة التي تعمل كمنظمات دعم للإرهابيين، كما انها تروج للفكر المتطرف وتقدم الإخوان كقوة سياسية.
وفي هذا الصدد، رصدت "إيسلاميست ووتش" تحركات حكومات الدول العربية والأوروبية لإدانة "الإغاثة الإسلامية" بعد كشف تورطها في تمويل الإرهاب تحت ستار العمل الخيري، متهمة بريطانيا بالفشل في فهم حقيقة أنشطة تلك المنظمة والتقاعس في محاربة التطرف الذي تنشره.
وذكرت "إيسلاميست ووتش" في تقريرها الذي أعده الخبير الأمريكي في مكافحة التطرف سام ويستروب، أن مكتب المبعوث الخاص بوزارة الخارجية الأمريكية كان قد أصدر بيانًا في أواخر ديسمبر 2019، انتقد فيه منظمة الإغاثة الإسلامية، والتي تلقت أكثر من 1.1 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين في ظل إدارة ترامب، معربة عن انزاعجها من "سجلها الموثق والتصريحات الصادرة عن قياداتها لنشر التطرف".
- تحركات الحكومات العربية والأوروبية لإدانة "الإغاثة الإسلامية" بسبب علاقتها بالاخوان
وأوضح التقرير أنه بعد هذا البيان، قامت العديد من وسائل الإعلام الأوروبية على مدار العام الماضي بتسليط الضوء على الأنشطة التطرفية لمنظمة الإغاثة الإسلامية ودعمها العلني للإرهابيين من بين كبار مسؤوليه، ونتيجة لذلك، استقال مجلس إدارة "الإغاثة الإسلامية"- في فرع المنظمة بالولايات المتحدة- بالكامل، في اغسطس 2020، بعد نشر سلسلة من المقالات الاستقصائية التي تكشف التطرف في المؤسسة الخيرية.
كما تزايدت الشكوك حول العلاقات الدولية بين الحكومات الأوروبية و"الإغاثة الإسلامية" لعدة سنوات ، مما أدى إلى انخفاض مطرد في تمويل الحكومة الأوروبية للمنظمة المتطرفة.
وتابع التقرير:"كان تأثير بيان وزارة الخارجية الأمريكية بشأن (الاغاثة الاسلامية) كبيرًا للغاية، فبعدها بوقت قصير، حذت هولندا حذوها وقطعت جميع العلاقات مع المنظمة، ثم بعد ذلك قامت الحكومة العراقية بنشر وثيقة استشهدت فيها بتصريحات المنظمة الداعمة للإرهاب ، وكأنها تحظر هيئة الإغاثة الإسلامية في جميع أنحاء العالم".
إلى جانب القرارات الأخيرة التي اتخذتها الحكومتان الأمريكية والهولندية ، أصبحت الدول الأخرى أكثر استعدادًا للنأي بنفسها عن تطرف الإغاثة الإسلامية، إذ صنفت الإمارات العربية المتحدة بالفعل المنظمة على أنها "ممول للإرهاب"، كما اتهمت لجنة برعاية الحكومة التونسية المنظمة بتمويل الإرهابيين في ليبيا.
وفي مصر، استطرد التقرير، اتهمت الحكومة المؤسس المشارك لمنظمة الإغاثة الإسلامية الإخواني عصام الحداد- الذي كان مساعد المعزول محمد مرسي للشؤون الخارجية- بـ "تمويل الإرهاب باستخدام الجمعيات الخيرية العالمية المتطرفة مثل الإغاثة الإسلامية".
كما منعت بنجلاديش "الإغاثة الإسلامية" من العمل مع لاجئي الروهينجا خوفًا من أن تؤدي الجمعية الخيرية إلى تطرفهم، فيما أشارت الحكومة الألمانية صراحةً إلى علاقات المنظمة بجماعة الاخوان الإرهابية، وتوصل الحكومة السويدية إلى استنتاجات مماثلة، وفي أبريل 2019 ، أصدر المجلس الإقليمي في لومباردي في إيطاليا قرارًا يدين الإغاثة الإسلامية لاستضافتها دعاة متطرفين.
- تقاعس بريطانيا في إدانة تطرف "الإغاثة الإسلامية"
قال سام ويستروب أن النتائج البريطانية تتناقض بشكل حاد مع القلق المتزايد للحكومات العربية والغربية تجاه "الاغاثة الاسلامية" في ظل عقود من العلاقات الإرهابية التي تكشف عن حقيقة أن المنظمة هي أحد المؤسسات الرئيسية لنشر التطرف الديني في العالم.
وأضاف الباحث في تقريره "تظهر الدراسات البريطانية الحديثة فشلاً في فهم مدى تطرف أجندة الإغاثة الإسلامية، في حين أن الحقائق حول الإغاثة الإسلامية وأنشطتها ووجهات نظر مؤسسيها ومسؤوليها لا تترك سوى القليل من الغموض حول أجندتها التطرفية".
وأشار إلى أنه تم تحذير المسؤولين البريطانيين مرارًا وتكرارًا بشأن الإغاثة الإسلامية في الماضي، ففي أبريل 2017 ، ذكرت وسائل إعلام بريطانية أن مفوضية المؤسسات الخيرية فتحت تحقيقًا في قرار الاغاثة الاسلامية ترتيب جولة محاضرة مع ياسر قاضي، وهو داعية سلفي أمريكي متطرف، وفي عام 2018 ، تلقت مفوضية المؤسسات الخيرية في المملكة المتحدة ملفًا شاملاً يتضمن أدلة على تورط الإغاثة الإسلامية في نشر التطرف ودعم وكلاء الإرهاب فضلا عن علاقتها بالجماعات المتطرفة في جميع أنحاء العالم.