مصر وفرنسا.. 6 سنوات من الشراكة الاستراتيجية والتنسيق المشترك
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال اتصاله بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، اعتزازه بما يربط البلدين مؤكدًا الحرص على تعزيز تلك الروابط، فيما ثمن ماكرون الثقل السياسي البارز لمصر على الصعيد الإقليمي عربيًا وأفريقيًا ومتوسطيًا.
ونجحت مصر وفرنسا بفضل العلاقات القوية بين البلدين خاصة منذ عام 2014 التنسيق بشأن العديد من القضايا الدولية والإقليمية وعلى رأسها الأزمة الليبية، ومنذ تولي الرئيس السيسي في 2014، استطاع إقامة علاقات قوية مع باريس على جميع المستويات خاصة ما يتعلق بقضايا شرق المتوسط وعلى رأسها ليبيا.
ولأهمية الأزمة الليبية بحث سامح شكري وزير الخارجية في ديسمبر 2019 مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، أهمية استمرار العمل في إطار مسار برلين للتوصل إلى إطار سياسي شامل لتسوية الأزمة الليبية واتخاذ موقف حازم اتصالًا بمواجهة الميليشيات والجماعات الإرهابية، وهو ما تجلى مؤخرا بنجاح اختيار السلطة التنفيذية الجديدة تمثلت في حكومة جديدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة ومجلس رئاسي بقيادة محمد المنفي.
وفي الشهر ذاته، أكد الرئيس السيسي لنظيره الفرنسي خلال اتصال هاتفي على ثوابت الموقف المصري الهادف إلى استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، ودعم جهود مكافحة الإرهاب وتقويض نشاط المليشيات المسلحة، ووضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة في ليبيا.
وتكثفت الاتصالات بين البلدين العام الماضي على مستوى قيادة البلدين ووزراء الخارجية، حتى نجح تنسيق البلدان في دعم حل الأزمة، لتكون أو زيارة لرئيس المجلس الرئاسي الليبي بالخارج إلى باريس والقاهرة، ما يؤكد دور البلدان في استمرار دعم حل الأزمة.
وبخلاف التنسيق في القضايا الإقليمية والدولية تحظى مصر وفرنسا بعلاقات متميزة على المستويات كافة وعلى رأسها الجانب العسكري، ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وتجارة المخدرات والسلاح.
وعلى الجانب العسكري، يجري البلدان عمليات تدريب مشترك بشكل دوري خاصة منذ عام 2014، وحسب بيانات للسفارة الفرنسية بالقاهرة يوجد أكثر من 70 نشاط تعاون في الخطة السنوية للتعاون في مجال الدفاع بين مصر وفرنسا، ومثل عام 2015 بداية طفرة قوية في علاقات البلدين العسكرية مثل حصول مصر على مقاتلات الرافال وحاملتي طائرات طراز ميسترال بخلاف فرقاطات وسفن بحرية متطورة.
وعلى المستوى الاقتصادي تحظى القاهرة وباريس بعلاقات قوية ففي تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أوضح أن حجم التبـادل التجاري بين البلدين، خــــلال عـــام 2019 وصل الى نحو 2.4 مليار دولار، بينما سجل 1.6 مليار دولار خلال الفترة من يناير ـ سبتمبر عام 2020، حيث شهد تراجعا بسبب ظروف وباء كورونا، لكنه بدأ يستعيد نشاطه الشهور الماضية.