حميدة خليل.. أصبح تاريخ قتلها يوم المرأة المصرية
وسط تمرد ناشئ في 24 مايو 1919، صور مصور مجهول مشهد امرأة محجبة وهى تخاطب مجموعة من المصريات في احتجاج ضد المستعمرين البريطانيين، والذي يبرز ما كان يعتبر في ذلك الوقت عملًا رائعًا.
فنساء القاهرة يخاطبن حشدًا في أحد الشوارع الرئيسية بالمدينة، في إشارة إلى النساء الأخريات المصاحبات لها، وظلت تلك المرأة تحث على الوطنية، وصرخت خلال حديثها من أجل أرضها، من أجل الحرية والرئيس ويلسون يقول: "هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها السماح للمرأة المصرية بحرية التعبير في الأماكن العامة".
تلك المرأة كانت حميدة خليل، وهى الأولى من بين ست مصريات قتلن يوم 16 مارس 1919 برصاص جنود بريطانيين أثناء احتجاجهن على الاستعمار.
ولدت حميدة بحي الجمالية بالقاهرة وكانت تعرف بـ "الفتاة الثائرة"، وانضمت إلى المتظاهرين الذين تجمعوا خارج مسجد الحسين في القاهرة وكانت واحدة من 300 امرأة خرجن إلى الشوارع في أول مظاهرة نسائية معروفة في تاريخ مصر، لتنادي بعودة الزعيم المنفي سعد زغلول.
وبعد أربعة أيام من مقتلها، نظمت حوالي 1500 امرأة وقفة احتجاجية مناهضة للاستعمار، لذلك تم اختيار يوم 16 مارس كيوم المرأة المصرية كبداية لعقود من نضال المرأة ضد الاستعمار ومن أجل حقوقها السياسية والتعليمية.
وتم الإشادة بالنساء رسميًا لوطنيتهن، وفي بيانات المجلس الأعلى للقوات المسلحة أقرت الجنرالات بالدور الأساسي الذي لعبته المرأة في الثورة، وبالمثل أعرب الزعيم الوطني سعد زغلول عن امتنانه لدور المرأة لدى عودته من المنفى السياسي عام 1923 قائلا "تعيش المرأة المصرية".