مشروع القاهرة التاريخية.. تطوير للتراث ونهضة حضارية للعاصمة
يعد مشروع تطوير القاهرة التاريخية، ليس مشروعًا يستهدف تطوير المباني الأثرية القائمة بها فقط، بل هو مشروع يستهدف إحداث تطوير شامل ومتكامل، في هذه المنطقة التي تحمل تراثًا عالميًا، ولطبيعة هذه المنطقة فإن ذلك يتطلب أسلوبا لإدارتها يتمثل في الحفاظ على المنطقة ككل وليس على المباني الأثرية بها، بالإضافة إلى الحفاظ على النسيج الحضري الذى يتخللها.
وكانت قد وصلت حالة منطقة القاهرة التاريخية إلى وضع بالغ من السوء فغزتها المباني السكنية، والمحلات التجارية التي تم تغيير نشاطها، بالإضافة إلى التردي الذي شهدته شوارعها، وقد كانت هذه الأسباب أبرز دوافع الدولة لاعتزام تطوير منطقة القاهرة التاريخية، بهدف التنمية والحفاظ على ذلك التراث العالمي، وليس تهديدًا له.
والتطوير يشمل ترميم جميع الآثار المسجلة مع إعادة استغلال المباني بعد ترميمها للحفاظ على النسيج الحضري للمنطقة، وكذا تطوير المباني التي كانت ضمن النسيج الأصلي لها، كما تشمل الخطة عدم إصدار أي تصاريح بناء أو هدم فى نطاق تلك المنطقة التاريخية.
وحسب رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، فإن الحكومة تعتزم تطوير "المناطق الخربة" وعودتها إلى سابق عهدها، من خلال تجميع أصل صور المعالم التي تحتاج إلى ترميم والتي تم تصويرها منذ مئات السنين من قبل المهتمين بالآثار، وكذلك تجميع الخرائط الخاصة بالنسيج العمراني للمنطقة لكي يمكن إعادة بنائها مرة أخرى، ومن ثم عرض بعض الأفكار للمشروعات التي تعتزم الحكومة تنفيذها في المنطقة.
وتشمل ملامح تطوير القاهرة الإسلامية منطقة مسجد منطقة الحسين، ومنطقة الدرب الأحمر، والمناطق المحيطة بها، وذلك بهدف تطوير القاهرة الإسلامية هو عودة الارتقاء بساحة مسجد الحسين والمنطقة المحيطة به،
كما سيتم تطوير سوق السلاح الذي يبدأ من مسجد السلطان حسن والرفاعي، وباب زويلة، وكذلك تطوير كافة وجهات المباني، والأرصفة، واستبدال الأسفلت الموجود بطبقة البزيتت، وبعض المناطق التاريخية من المقرر أن يتم إعادة توظيفها من جديد، لتكون جسر سياحي جديد، كما سيتم إنشاء سوق للحرف اليدوية الموجودة بالحسين، وترميم كافة المباني المتهالكة الموجودة بالمنطقة بالتنسيق مع وزارتي الأوقاف والسياحة والآثار ومحافظة القاهرة.
و ستأخذ القاهرة التاريخية الشكل التاريخي الإسلامي، وسيكون عن نفس نمط تطوير شارع المعز بالإضافة إلى توحيد الإنارة بتلك المنطقة، مع توحيد لافتات المحال التجارية، وفوق ذلك لن يتم إزالة أي منطقة محيطة بالقاهرة الإسلامية، بل سيتم تطوير المناطق لتناسب مع ملامح التطوير وإعادة ترميم المباني من أجل التلائم مع المنطقة التاريخية، ومن المقرر إزالة الممارسات العشوائية في تلك المناطق لتتحول لمناطق جذب سياحي، بالإضافة إلى إزالة أية تشوهات أصابت الأحياء التاريخية بالقاهرة.
جدير بالذكر أن الدراسة السياحية وما يتعلق بها في مشروع القاهرة التاريخية، انتهت إلى خلق برامج سياحية جديدة تستفيد من كثير من المباني الأثرية "حوالى ستمائة واثنين"، وهو نفس العدد من المباني التراثية المسجلة طبقًا لقانون 144، الذى يعمل من خلاله الجهاز القومي للتنسيق الحضاري للحفاظ على وجه حضاري للمدينة التاريخية.
وهذه البرامج السياحية تحاول لأول مرة الاستفادة من الحرف والصناعات الموجودة، والتي أظهرت الدراسة أنها تتعدى 100 حرفة معظمها لا يزال قائم، ويجدرالإشارة الى أنه من بين مشروعات تطوير القاهرة التاريخية والتي بدأت الدولة بالفعل في تنفيذها، هي تطوير منطقة سور مجرى العيون، نقل المومياوات الى متحف الحضارات، وانشاء حي الأسمرات والقضاء على المناطق العشوائية، وتطوير المتحف المصري بالتحرير، وكذلك إنشاء مدينة الروبيكي للجلود، بالإضافة الى تطوير وتطهير بحيرة عين الصيرة، وتطوير كورنيش النيل، وكذلك تطوير ميدان التحرير "مسلة رمسيس الثاني".