«الملاذ الآمن».. رحلة كفاح سميرة أحمد: «حاولت النجاة بأولادي» (صور)
بـ"وجه بشوش تملأه التجاعيد، وخصيلات الشعر الأبيض ترافق الحجاب الطويل المنسدل؛ ليخفى تحت طياته جسد هزيل، أرهقته الحياة بأزماتها".. بهذه الهيئة ظهرت سميرة سيد أحمد، سيدة في 65 من عمرها، كانت تعمل موظفة في أحدى شركات القطاع الخاص، تقطن منطقة عين شمس.
روت سميرة في حديثها لـ"الدستور" حكايتها قائلة: "إن رحلتها بدأت مع 4 أطفال، منهم من توفى في الـ17 من عمره، ومنهم من أصيب بعاهة مستديمة، في عام 2005، أفقدته القدرة على الحركة"، معلقة: "حاولت النجاة بأولادي".
بدأت سميرة أزمتها الكبرى مع نجلها محمد كمال، إذ سقط من أعلى منزلهم في منطقة عين شمس، ليقع طريحًا، وينتقل بعد ذلك إلى عدة مستشفيات، وهو في سن العشرين، ليتحول بعد ذلك إلى شاب مصاب بشلل في نصف جسده السفلي، وخلل في فقرات العمود الفقري، معلقة: "كنا بنشيله بملاية نرفعه كلنا في وقت واحد علشان نحافظ على مكان عظامه".
وتابعت أن الفاجعة هي لحظة إخباره بأنه أصبح مشلولا وسيظل طريح الفراش حتي أن يسلبه الله روحه، فهم بالصراخ وتحريك أطرافه العليا ورأسه بشكل هستيري، مضيفة: "حالته كانت سيئة جدًا ومحتاجة رعاية فقررت ترك الوظيفة والجلوس إلى جواره".
واستطردت أنها أخذت أموال طائلة من جيرانها خلال فترة تقديمه للعلاج الطبيعي، وظلت تقدم له هذا العلاج، حتى أخبرها أحد المقربين عن مركز للتأهيل الطبي، والذي قدم له الرعاية إلا أن كرم الله، والإرادة التي رزقه بها جعلته يتعافي من كبوته بشكل سريع.
وأضافت أن ابنها القعيد أصبح الآن قادرًا على مساعدة نفسه، ويفيد أمثاله من أصحاب الهمهم في تيسير تعاملهم وحركتهم مع الكرسي المتحرك، كما أنه باتت له وظيفة تجعله آمن ماديًا، واختتمت: "أن محمد يقدم لها دعم كبير جدًا أكثر ما قدمت له، وأتمني أن يعيش حياة هانئة وأن يقف مرة أخرى عن قدميه، الأمر الذي أكده لنا أحد الأطباء".