لماذا لم يتحدث بايدن إلى نتنياهو حتى الآن؟
الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يتحدث هاتفياً حتى الآن إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الحديث يدور عن أن المكالمة التاريخية من الممكن أن تكون هذا الأسبوع، على أن تتم ضمن سلسلة مكالمات المجاملات التي سيجريها "بايدن" مع زعماء في الشرق الأوسط، وهذا بطبيعة الحال لن "يرضي" نتنياهو الذي أعتاد على معاملة أكثر دفئاً ووداً مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
كما يبدو هناك انقسام داخل الإدارة الأمريكية الجديدة حول إسرائيل، فهناك التزام عاطفي عميق بأمن إسرائيل، ولكن من جهة أخرى هناك غضب على كل ما فعله بهم نتنياهو في عهد أوباما، وما يزيد التوتر هو اهتمام نتنياهو- طوال فترة حكم ترامب- بالعلاقة مع الحزب الجمهوري على حساب الحزب الديمقراطي، ولم يستمع لتحذيرات كثيرين بأن ترامب سيرحل يوماً من البيت الأبيض.
من ناحية أخرى، فإن بايدن الرئيس الديمقراطي يرى أن دخول إسرائيل في معركة انتخابية رابعة خلال عامين هو نوع من التدهور وعدم الاستقرار، هذا فضلاً عن محاكمة نتنياهو في وقت الاستعداد للانتخابات، بالإضافة على حالة الشلل السياسي المستمرة في إسرائيل، ففترة انتخابات، تعني عدم وجود ميزانية، وعدم وجود خطة عمل منتظمة، ومن دون استراتيجيات وسلّم أولويات، فخلال عام ونصف العام تنتقل إسرائيل من جولة انتخابية لأخرى دون حكومة مستقرة، وهذا كما يبدو لا يعجب الرئيس الأمريكي الذي يريد استقراراً ليبدأ في تنفيذ أجندته السياسية.
هذه التطورات تنعكس سلباً على إسرائيل على المستويات السياسية- الأمنية، لأنه في الأشهر الحساسة المقبلة التي ستبلور إدارة بايدن سياستها وتصوغها، بما فيها في الشرق الأوسط، ستكون إسرائيل في دوامة داخلية ومشغولة بمشكلاتها الداخلية، وهو ما سيجعل من الصعب عليها التأثير في العمليات السياسية في واشنطن من جهة، ومن جهة أخرى جذب انتباه الإدارة الجديدة وترميم العلاقات معها.