تقرير لحملة ترامب الرئاسية يكشف مفاجأة حول خسارته
تداول مساعدو الرئيس السابق دونالد ترامب، تقريرا جديدا حول نتائج الانتخابات الأمريكية، يحمل صورة مختلفة وأكثر أهمية للسبب الذي أدى إلى هزيمته.
وأفاد التحليل، في دراسة مفصلة، بأن ترامب عانى من تصور الناخبين، أنه لم يكن أمينا أو جديرا بالثقة وأنه هزم بسبب طريقة تعامله مع جائحة فيروس كورونا، وفقا لما نقلته مجلة بوليتيكو.
وبالرغم من نشر ترامب اتهامات لا أساس لها من الصحة حول الانتخابات، يشير التقرير إلى أن هزيمته جاءت بسبب نزيف الدعم من الناخبين البيض.
وكشف التقرير المكون من 27 صفحة، والذي كتبه كبير استطلاعات الرأي في حملة ترامب، توني فابريزيو، كيف كان مستشارو ترامب يحسبون سرا لخسارته، حتى عندما انخرط الرئيس السابق والعديد من أنصاره في جهود غذت نظرية المؤامرة لإلغاء الانتخابات.
واكتمل تحليل الحالة في ديسمبر 2020، ووزع على كبار مستشاري ترامب السياسيين، قبل تنصيب الرئيس جو بايدن، ومن غير الواضح ما إذا كان ترامب قد اطلع على التقرير.
و تأتى النتائج استنادا إلى تحليل استطلاعات الرأي في 10 ولايات، خمس منها أريزونا وجورجيا وميشيجان وويسكونسن وبنسلفانيا، وهي الولايات التي خسرها ترامب بعد فوزه بها في عام 2016، فيما كانت الولايات الخمس الأخرى هى فلوريدا، وأيوا، ونورث كارولينا، وأوهايو، وتكساس، الولايات التي فاز بها ترامب في كلتا الانتخابات.
وأشار التقرير إلى أن مجموعة من الخصائص الديموغرافية التي عانى ترامب من انتكاسات حاسمة فيها عام 2020، بما في ذلك بين كبار السن البيض، وهي نفس المجموعة التي ساعدته إلى دخول البيت الأبيض، موضحا أن دعم ترامب شهد تآكلا كبيرا بين الناخبين البيض، وخاصة الرجال البيض، وأن دعمه انخفض مع كل فئة عمرية تقريبا، وفي الولايات الخمس التي انقلبت لصالح بايدن، كان أكبر تراجع لترامب فيها من بين الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29، و65 فما فوق.
وأضاف التقرير أن الرئيس ترامب عانى من تآكل مزدوج الرقم، مع الناخبين البيض المتعلمين في جميع المجالات، كما كان رد فعله على الوباء حرجا أيضا، ويقول التقرير إن فيروس كورونا المستجد تم تسجيله باعتباره القضية الأولى بين الناخبين، وإن بايدن فاز بهؤلاء الناخبين بهامش 3 إلى 1 تقريبا، حيث سجلت الغالبية عدم موافقتها على تعامل ترامب مع الفيروس.
وقال معظم الناخبين إنهم أعطوا الأولوية لمحاربة فيروس كورونا على إعادة فتح الاقتصاد، حتى مع تركيز الرئيس بشدة على الأخير، وقال ما يقرب من 75 % من الناخبين ومعظمهم فضل بايدن إنهم يفضلون ارتداء الأقنعة العامة.
كما أثار التقرير بشكل غير مباشر أسئلة حول قرار حملة إعادة الانتخاب بإيقاف الإعلان مؤقتا على التلفزيون خلال الصيف وتوفير الموارد حتى الخريف، ووفقا للنتائج، كان ما يقرب من 9 من كل 10 ناخبين قد اتخذوا قراراتهم بشأن من يدعمون بحلول الشهر الأخير من السباق.
ولم يكن فابريزيو، مستشار ترامب الوحيد الذي قدم تقريرا بعد الهزيمة منذ 3 نوفمبر، حيث نشر جون ماكلولين، خبير اخر في استطلاع اراء لحملة ترامب، تقريرا على موقع نيوز ماكس المحافظ في الأسبوع التالي للانتخابات.
وقام مستشارو نائب الرئيس السابق مايك بنس بإحضار عدة منظمي استطلاعات للرأي لإطلاعه على النتائج التي توصلوا إليها بعد الانتخابات، وفقا لشخص مطلع على المناقشات، وضمن الدائرة المقربة من ترمب، كان فابريزيو يؤمن منذ فترة طويلة بأن ترامب بحاجة إلى إعطاء الأولوية للوباء من أجل الفوز بإعادة انتخابه.
وفي الصيف الماضي، كتب مذكرة من 79 صفحة، يجادل فيها بأن ترامب بحاجة إلى التركيز أولا على التعامل مع الوباء بدلا من إعادة فتح الاقتصاد، ما أوصى من بين أمور أخرى، بأنه كان ينبغي عليه تشجيع الناس على ارتداء أقنعة بدلا من السخرية من هذه الممارسة.