«أيادي مصرية».. منصة «التنمية المحلية» تدعم المنتجات اليدوية للمرأة
أولت القيادة السياسية اهتماما غير مسبوق بقطاع الحرف اليدوية، حيث تكاتف جهود عدة جهات ووزارات للنهوض بهذا القطاع الذي يعمل به ملايين المواطنين في مصر، وكان أخرها دور وزارة التنمية المحلية في إنشاء منصة التجارة الإلكترونية لتسويق منتجات المحافظات اليدوية والتراثية تحتى مسمى "أيادي مصر"؛ وتهدف إلى دعم المنتجات اليدوية للمرأة بالمحافظات لتمكينها اقتصاديًا وتحسين القدرة التسويقية وزيادة فرص البيع والشراء والمساعدة في الوصول للأسواق.
وفي هذا الصدد كشف خبراء لـ«الدستور» كيف تساهم هذه المنصة في دعم قطاع الحرف اليدوية والترويج لمنتجاتها.
التجارة الإلكترونية تفرض نفسها على العالم وكافة القطاعات
قال ممدوح الشربيني، المدير التنفيذي لغرفة صناعة الحرف اليدوية، إنه بعد أزمة فيروس كورونا المستجد في العالم وتسببت في توقف حركة البيع والشراء وتداول التجارة بين الدول، وتوقف إمكانية إقامة معارض داخليًا وخارجيًا أصبح هناك كساد في عملية البيع والشراء المباشر للمصنعين، وهو ما تسبب ركود في المنتج النهائي بعد إنتاجه لان العملية التصنيعية لا تقف عند مرحلة إلا لم يك هناك خروج للمنتج النهائي.
وأوضح الشربيني أن عملية إقامة المنصات الإلكترونية من الجهات الحكومية أو الشركات الخاصة أو أي كانت الجهة القائمة عليها يتيح عملية إعادة الترويج للمنتجات داخليًا وخارجيًا، ويساعد في مواظبة واستمرار العملية الاقتصادية والتصنيعية بين المستهلك والمصنع، بحيث يمكن عرض احتياجات المستهلك على المصنع من خلال الطلبات المتاحة على هذه المنصات ويكون المصنع على دراية والأكثر طلبا من المستهلكين لمنتجات بعينها، ما يساعده في توفيرها وعرضها للبيع وتلبية احتياجات السوق.
وأضاف أن هذه المنصات تدير العملية التسويقية للمنتجات نيابة عن المصنعين ووفر عليهم ولبى احتياجات المستهلكين، وأن هذه المنصة التي ستشمل كافة المحافظات والتي أعلنتها وزارة التنمية المحلية ستكون لها مردودها الإيجابي في توفير عملية النقل من المحافظة للمعرض في القاهرة والتي ترفع تكلفة المنتج نتيجة تكلفة النقل، لذا فعرض المنتجات على المنصة من نفس مكان تصنيعها سيجعل سعرها متاح وفي متناول المستهلك واقل مما كان عرضه سابقًا.
وتابع: «في هذه الحالة نكون ساعدنا المصنعين في تلبية احتياجاتهم من خلال الإنتاج، وتصبح عملية الإنتاج عجلة دائرة لا تقف، واصبح التعامل من خلال الأونلاين والتجارة الالكترونية ولم يعد بشكل مباشر، مضيفًا أن التجارة الإلكترونية ستفرض نفسها على العالم كله نتيجة هذه الجائحة بل أصبح هناك تخوف للسفر من أجل التسوق، كان المواطنين ينطلقون في سفريات الفسح وكذلك للتسوق وخاصة من اجل المنتجات والحرف اليدوية وأصبحت متاحة من خلال الأونلاين».
واستكمل الشربيني أن قطاع الحرف يلبي احتياجات الطبقات المختلفة من منتجات يدوية وحرفية ولكن أصبح الآن التعامل من خلال المنصات والتجارة الالكترونية أضمن وأكثر مرونة للتعامل بين البائع والمشتري، وأيضا المواصفات الموضوعة على المنصة لا يمكن أن يتم التلاعب فيها لأنها معتمدة من خلال المسؤول عن هذه المنصة وتم الموافقة عليه وبالتالي تعبير المستهلك عن شراءها وقبوله لمواصفاته وسعره ولا يوجد عملية فصال في السعر مثلما يوجد في المعارض أو التعامل المباشر.
حصر الحرف في القرى وصناعها والتسويق لها
قال المستشار صبري الجندي، المستشار السابق لوزير التنمية المحلية، إن الوزارة كان لديها جهاز يسمى تنمية وبناء القرية وكان دوره تنمية الصناعات الموجودة في القرى ومساعدة الايادي العاملة على توفير فرص عمل لها في الصناعات المختلفة، ولكن لم يستمر هذا الجهاز ولم يقوم بدوره المنوط به، لذا بإطلاق هذه المنصة الجديدة نوع من المساعدة في اكتشاف أصحاب الحرف اليدوية وتنميتها والحفاظ على الحرف من الانقراض كنوع من الدعم لقطاع الحرف اليدوية.
وأوضح الجندي أن هذا الموقع لن يسوق فقط لمنتجات الحرف اليدوية بل سيسجل صناع الحرف في كل محافظة وإنتاجهم بحيث يتم حصر الحرفيين في كل قرية وصناعتهم، وتنمية هذه الحرف ودعم المصنعين ودعم عملهم ثم يقوم بعرضها للتسويق لمنتجاتهم من خلال عملهم، وذلك لتنمية هذه الصناعات الحرفية وعمل حصر لها.
وتابع أن هذه المنصة ستساهم في مساعدة المصنع على إتقان عمله بشكل أكثر حرفية لوجود فرص أكبر للمنافسة بين المصنعين، فكل منتج سيتميز من خلال الجودة وعدم الغش ما يتيح المنافسة بين المصنعين وهذه الجودة تكون في صالح المستهلك.
وشدد الجندي على ضرورة توحيد الجهود بين كافة القطاعات التي تعمل على التسويق والترويج وتنمية الحرف اليدوية بحيث تصب جميعها في مصلحة هذا القطاع لمساعدة العاملين فيها لتحقيق الأرباح والنهوض بقطاع الحرف اليدوية.