الجزائر وجنوب إفريقيا تبحثان العلاقات الثنائية
بحث وزير الشئون الخارجية الجزائري صبري بوقدوم اليوم الثلاثاء مع نظيرته الجنوب إفريقية ناليدي باندور العلاقات الثنائية بين البلدين، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خلال زيارة بوقدوم الحالية لجنوب إفريقيا.
وقال بيان لوزارة الشئون الخارجية الجزائرية اليوم إن الوزيرين تطرقا إلى العلاقات التاريخية والأخوية بين جنوب إفريقيا والجزائر خلال مناقشاتهما، وأكدا أن هذه الروابط توطدت خلال فترة النضال للتحرير ضد الاستعمار والفصل العنصري عندما دعمت الجزائر ودربت كوادر حركات التحرير بما في ذلك الرئيس الراحل نيلسون مانديلا.
وأضاف البيان أن الوزيرين تبادلا وجهات النظر حول مجموعة واسعة من القضايا الثنائية والقارية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأعربا عن ارتياحهما لجودة وعمق التعاون الثنائي بين البلدين الذي يواصل إظهار ديناميكية متزايدة.
وأشار الوزيران إلى وجود 33 اتفاقية ثنائية ومذكرة تفاهم بين البلدين تغطي مجالات التجارة والصناعة والدبلوماسية والدفاع والطاقة والفنون والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا والزراعة والتعليم والصحة، مؤكدًا الأهمية الاستراتيجية للجنة الثنائية القومية كآلية ثنائية منظمة لتنسيق وصياغة التعاون الثنائي والشراكة بين البلدين، كما اتفقا على أن يعقد المجلس الوطني الاتحادي المقبل في زمان ومكان يتم تحديدهما من خلال القنوات الدبلوماسية بين البلدين.
وأكد الوزيران التعاون الاقتصادي والاجتماعي المتنامي بين البلدين، واتفقا على الحاجة إلى التركيز بشكل خاص على التعاون الاقتصادي من خلال مبادرات التجارة والاستثمار، فضلًا عن خلق بيئة مواتية للقطاع الخاص للقيام بأعمال تجارية.
وتبادل الجانبان الآراء بشأن جميع قضايا السلام والأمن في القارة، بما في ذلك الأوضاع السائدة في ليبيا ومالي ومنطقة الساحل وإفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى، والتهديد المتطور للإرهاب، واتفقا على حاجة الاتحاد الإفريقي لتكثيف جهوده بالتنسيق مع شركائه لتحقيق هدف إسكات البنادق في إفريقيا.
وفيما يتعلق بقضية ليبيا، استعرض وزيرا خارجية الجزائر وجنوب إفريقيا آخر التطورات على أرض الواقع وكذلك العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، وشددا على ضرورة قيام الاتحاد الإفريقي من خلال الفريق الرفيع المستوى المعني بليبيا بزيادة مشاركته لضمان عملية سياسية يملكها ويقودها ليبيون تحافظ على وحدة وسلامة أراضي البلاد، وتضع حدًا للتدخل الأجنبي.
وناقش الجانبان كذلك قضية الصحراء الغربية، وأعربا عن قلقهما الشديد إزاء تصاعد التوترات العسكرية هناك، وتم التأكيد على موقف البلدين الرامي إلى تحقيق حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين.
وأعرب الوزيران عن دعمهما الكامل لقيام الأمين العام للأمم المتحدة بتعيين مبعوثه الشخصي للصحراء الغربية على الفور، الذي ظل معلقًا منذ بعض الوقت، وتم تبادل وجهات النظر حول الوضع السياسي والأمني في القارة، محذرين من عدم الاستقرار والصراع في بعض أجزاء القارة، كما تمت إدانة كل أشكال الإرهاب والتطرف.
وأشادا بالدول الأعضاء التي وقعت على الاتفاقية، مؤكدين أن منطقة التجارة الحرة القارية ستقطع شوطًا طويلًا في تسهيل التجارة والاستثمار بين البلدان الإفريقية.