تقرير يوناني: منطقة شرق المتوسط تشهد تحولا استراتيجيا منذ 2008
قال تقرير يوناني إن منطقة شرق المتوسط تشهد تحولا استراتيجيا خاصة منذ عام 2008، مشيرا إلى أنها باتت مهمة لجميع القوى الكبرى والإقليمية.
وأوضحت صحيفة "إيكاثمريني" اليونانية في تقريرها، اليوم السبت، أن منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث يتلاقى الشرق والغرب والشمال والجنوب ومحل ميلاد الديانات التوحيدية الرئيسية الثلاثة، من وجهة نظر جيوسياسية تمثل نظام فرعي منفصل هي توجد على مفترق طرق ثلاث قارات أوروبا وآسيا وإفريقيا.
وأشار التقرير الى أن منطقة شرق المتوسط لا تشمل الجغرافيا السياسية لشرق البحر الأبيض المتوسط الجهات الفاعلة الإقليمية فحسب، بل تشمل أيضًا جهات أخرى موجودة في دوائر متحدة المركز تنافسية وهي الولايات المتحدة والاتحاد الروسي والاتحاد الأوروبي.
وأضاف: "تعد المنطقة أيضًا جزءًا من مثلثين جيواستراتيجيين رئيسيين، أحدهما مكتمل في الشمال والشمال الشرقي بالبحر الأسود وبحر قزوين، والآخر في الجنوب والجنوب الشرقي مع الشرق الأوسط والخليج العربي".
وذكر تقرير إيكاثمريني "إنه بعد عام 2008، انهار النظام الأمني والسياسي للنظام الفرعي لشرق المتوسط، كما كان يعمل منذ بداية الحرب الباردة بسبب تدهور العلاقات بين أهم حليفين إقليميين للولايات المتحدة وهما تركيا وإسرائيل، بجانب الاضطرابات في العالم العربي بخلاف التنافس الجيوسياسي بين تركيا وإسرائيل وقبرص واليونان، وكذلك بين الدول الغربية وروسيا وتركيا وإيران التي تتطلع بحماس إلى مراجعة الوضع الإقليمي الراهن في غرب أوراسيا".
ونوه التقرير بأنه بالإضافة إلى ذلك أصبح شرق البحر المتوسط منطقة ذات أهمية متزايدة لنظام الأمن الدولي بسبب موارده الطبيعية، حيث تتفاعل مصالح الجهات الفاعلة الإقليمية مع الجهات الفاعلة الدولية الرئيسية مثل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وأوضحت "إيكاثمريني" أن اكتشاف احتياطيات الغاز البحرية في شرق البحر المتوسط يمكن أن يزود الاتحاد الأوروبي بالطاقة بدلا من الغاز الروسي كما تريد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تحقيق الاستقرار في مناطق شرق البحر المتوسط وغرب البلقان في لتأمين مركز مستدام للغاز والغاز الطبيعي المسال بالقرب من حدود الاتحاد الأوروبي.
وأشار التقرير الى أن أنقرة عززت علاقتها ببكين إلى مستوى شراكة إستراتيجية ووقعت اتفاقيات لبناء "سكة حديد طريق الحرير" وزيادة التجارة الثنائية ورفع مستوى العلاقات العسكرية، لأنه مع توقف عضوية الاتحاد الأوروبي، تتطلع تركيا بشكل متزايد إلى الشرق باتجاه الصين وترى أن بإمكانها لعب دور الوسيط بين منظمة شنغهاي للتعاون الصينية (SCO) وحلف الناتو بينما تنظر الصين إلى تركيا كنقطة ربط مهمة على طريق الحرير الجديد، والأهم من ذلك أنها مصدر محتمل لتقنيات الناتو المتقدمة.