«لوّن حياتك بالأمل».. محمد نقاش بدرجة باحث في القانون الدولي
طفل في العاشرة من عمره، يمسك بأدوات الدهان، الألوان تلطخ ملابسه ووجهه، هكذا كانت طفولة محمد إبراهيم أبوالعينين، ابن محافظة البحيرة، صاحب الـ 24 عامًا، الذي ولد لعائلة تعمل في مجال تلوين الجدران (نقاش).
"ابن الدكتور دكتور.. وإبن الأسطى أسطى"، كان هذا هو المبدأ الذي حاول الأهالي إقناع الطفل به، إلا أن يقينه كان يقف حائلًا أمام استسلامه لتلك النهاية الطبيعية، قائلًا لـ"الدستور":" كنت أعلم أنني سأكون بين ليلة وضحاها شخصية ناجحه تخدم وطنه".
يعمل محمد في مجال النقاشة منذ دراسته في المرحلة الابتدائية، كان يقسم يومه بين الدراسة والعمل؛ فأتقنه رغم كرهه له، ظل يقاوم هجمات المقربين له، الذين لم يدعموا إلتحاقه بالمدارس، وزادت هجمتهم بعد رسوبه سنتين في الثانوية العامة، وكأن رسوبه كان مدخلًا لهم: "كان سقوطي لبانة في لسانهم".
ظلت حياته تسير على ذات النهج حتى ألتحق بكلية الحقوق جامعة طنطا، ليتخرج ويكمل دراسته العليا في القانون الدولي العام، ليصبح عضوًا في اللجنة الاقتصادية للتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية؛ فتتغير نظرة الجميع له، خاصًة المقربين وسكان المنطقة.
أوضح إبراهيم أن نظرة المواطنين تغيرت في التعامل معه فبعد أن كان يهمشه الجميع ويعتبرونه فاشلا يحاول الهروب من الواقع؛ باتت نظرات الاحترام والتقدير تعلو وجوه الجميع، خاصة أولئك الذين كانوا معترضين على دراسته مذ البداية.
شارك إبراهيم في عدد من الخطط التي عملت عليها الدولة والدول أعضاء جامعة الدول العربية من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وحضر أنشطة الأسبوع العربي للتنمية المستدامة، ويأمل أن يكون من ضم أعضاء البرنامج الرئاسي للأكادمية الوطنية، لتحقيق حلمه الأكبر وهو حمل حقيبة وزارية في أحد الأيام.
وجه الشاب العشريني الشكر لوالداه الذين كانا مصدر الأمل والأمان في رحلته التعليميه، مطالبًا الشباب بالتمسك بأحلامهم والاحتماء بالأمل والكموح من نظرات الناس: "إيمانك بحلمك هو مصدر قوتك".