تخريد وإعادة تدوير.. ما هو مصير «السيارات المتهالكة»؟
جاء مشروع تغيير السيارات المتهالكة التي مر عليها أكثر من 20 عامًا إلى أخرى تعمل بالغاز الطبيعي ليكون خطوة جديدة من الحكومة لتحقيق عدة نتائج، منها التوفير على صاحب السيارة في نفقات التشغيل بالغاز بدلًا من البنزين، وكذلك حفاظًا على البيئة من انبعاثات الكربون التي تبذلها وتؤذي صحة المصريين.
وهو ما أكده الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في تصريح له أن الهدف من هذا المشروع هو تغيير شكل شوارعنا، من خلال تغيير السيارات المتهالكة التي مضى عليها أكثر من 20 سنة، واستبدالها بسيارات تعمل بالغاز الطبيعي، ما يسهم في تحسين الظروف البيئية، ويعمل على توفير كميات البنزين والسولار المُستهلكة، في الوقت الذي أصبحت مصر تنتج الغاز الطبيعي بوفرة.
في تصريح للواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، أوضح أن الوزارة تعمل على توفير أراض لإنشاء محطات تموين السيارات التي تعمل بالغاز الطبيعي، وكذلك أراضي تجميع وتخريد السيارات القديمة؛ بعد إعلان تنفيذ مراحل مشروع تغيير السيارات المتهالكة التي مضي على صنعها أكثر من 20 عامًا بسيارات أخرى تعمل بالغاز الطبيعي.
خبراء يوضحون لـ"الدستور" ما هو المصير المتوقع للسيارات التي سيتم تخريدها، وكيف يتم إغراء أصحاب السيارات للتقديم في هذا المشروع؟
• السيارات المكهنة يتم بيعها في مزاد علني
قال المستشار صبري الجندي، المستشار السابق لوزير التنمية المحلية، إن وزارة التنمية المحلية بالاتفاق مع وزارة البترول ستوفر أراضي في المحافظات لإقامة محطات تموين السيارات بالغاز الطبيعي لمواجهة الأعداد الكبيرة التي سيتم تحويلها من السيارات تعمل بالبنزين إلى أخرى تعمل بالغاز، وتتضمن المرحلة الأولى الميكروباصات والتاكسي أما السيارات الملاكي، فهو أمر اختياري لأصحابها لمن يرغب في التحويل.
وأوضح الجندي، في تصريح لـ"الدستور"، أن هذا المشروع مع إقراره سيحتاج لمحطات للتموين، لذلك جاء الهدف من هذا التخصيص للأراضي من قبل المحافظات، كذلك سيتم توفير أراض كجراجات مؤقتة مكشوفة لتخريد السيارات المتهالكة المستبدلة التي تم تسليمها للدولة والحصول على سيارات الغاز الطبيعي بدلًا منها.
وأضاف أنه يتم التخلص من هذه السيارات المكهنة من خلال بيعها في مزاد علني كقطع غيار، حيث يتم تحديد قيمة السيارة عند الاستبدال بحيث تصبح هذه القيمة هي مقدم السيارة الجديدة، ويتم تقسيط باقي المبلغ على سنوات بأقل فائدة بحيث لا تمثل عبئًا على صاحبها وكذلك إغراء غيره على اتخاذ هذه الخطوة.
وذكر الجندي أن أبرز مثال على ذلك عندما تم طرح التاكسي الأبيض في مصر لأول مرة، تم إعلان أن هناك سيارات جديدة سيتم تسليمها في مقابل التاكسي القديم الذي تم تخريده بمبلغ معين تم اعتباره كمقدم وباقي المبلغ تم تقسيطه.
وتابع أن ميزة هذه السيارات الجديدة والتي ستكون إغراء جيدًا لأصحاب السيارات أن الغاز الطبيعي أقل تكلفة من البنزين ما يسهم في توفير كثير من المال، وبالتالي يصبح دخلًا إضافيًا للسائق يساعده في تسديد الأقساط وتحقيق عائد جيد له، مضيفًا أن الغاز الطبيعي سيقلل التلوث في الهواء الجوي على عكس البنزين، ما يقلل من انبعاثات التلوث في البيئة وينعكس بالإيجاب على صحة المصريين.
• السيارات المتهالكة تدخل في صناعات جديدة كحديد خردة
وقال خالد سعد، أمين رابطة مصنعي السيارات، إنه بالعودة للماضي عندما حدث تخريد للتاكسي وتم تخصيص أراض في منطقة أبورواش وتم بيع هذه السيارات فيما بعد كحديد، أو يتم تدوير هذه السيارات في مشاريع أو صناعات جديدة حيث يتم الاستفادة منها بعدة طرق من خلال بيعها للمستثمرين.
وأوضح سعد، في تصريح لـ"الدستور"، أنه بالنسبة لصاحب السيارة يتم الاتفاق معه على مبلغ معين ويتم دعمه بمبلغ يتم صرفه كل عام عبارة عن تسويق ومبلغ تأخذه الدولة كجزء من قيمة السيارة الجديدة، ويتم التخفيض له في الفائدة السنوية للأقساط.
وعن أهمية هذا المشروع لاستبدال السيارات التي تعمل بالبنزين بأخرى تعمل بالغاز الطبيعي، أكد سعد أن الدولة لديها اهتمام شديد بتحسين البيئة وجاء هذا باستبدال السيارات المتهالكة من ميكروباصات وسيارات تجارية ثم التاكسي ثم السيارات المالكي في مرحلة ما والتي مر عليها أكثر من 20 عامًا واستبدالها بأخرى تعمل بالغاز الطبيعي، ما يساعد في توفير الدعم الذي تدفعه الدولة على البنزين، باستخدام بنزين 80 أو 90 المعروف للسيارات الدعم فيه كبير جدًا، لذا توفيره سيعطي القوة للدولة لتوفير الدعم في مشاريع أخرى.
وتابع أنه سيساعد الدولة في توفير الدعم الذي تقدمه على الانبعاثات الكربونية للسيارات التي تعمل بالبنزين، وما كانت تسببه من ضرر للبيئة، مضيفًا أن مصر لديها آبار غاز تم توفير مخزون فائض منها فبدلًا من بيعه خارج مصر يتم الاستفادة به داخليًا للمستخدم، ما يعطي الدعم للدولة للبيع بسعر مناسب.
واستكمل: أن المستخدم نفسه سيستفيد من سيارات الغاز الطبيعي، حيث توفر عليه 50% من التكلفة التي كان يدفعها في السيارات التي تعمل بالبنزين، وكذلك يسهم المشروع في عدم تعطل السيارات بشكل مفاجئ على الطريق مثلما نشاهد دائمًا أو سيارة تصدر منها انبعاثات تؤذي المارة والسائقين الآخرين.