الكنيسة الكاثوليكية تحتفل بعيد أطفال بيت لحم الشهداء
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بمصر، اليوم، بعيد أطفال بيت لحم الشهداء، وروي الأب وليم عبد المسيح الفرنسيسكاني سيرتهم، قائلا في ذلك الزمان أتى إلى مدينة أورشليم مجوس من المشرق، متساءلين أين هو المولود ملك اليهود فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له، فاضطرب هيرودوس الملك، المعروف بالكبير واضطربت أورشليم معه.
وتابع "الفرنسيسكاني":" ولما كان هيرودوس قد تزوّج عشر نساء فقد أنجبن له ذكورًا كثر، كلهم اشتهى الخلافة حتى بات القصر مسرحًا لعشرات المؤامرات والفتن ويذكر التاريخ أنّه قتل الكثير من أبنائه وبالنهاية مات هو والدود يأكله، ومضيفا كان لخبر المجوس عليه وقع الصاعقة، فاستدعى، للحال، رؤساء الكهنة والكتبة وسألهم أين يولد المسيح، ودينونة رؤساء اليهود أن كتبهم النبوية تخبرعن ولادة الصبي وحالتهم لحب السلطة لا تختلف عن حالة هيرودس.
واستكمل:"فاستدعى المجوس، سرًّا، واستعلم منهم منذ كم من الوقت ظهر لهم النجم. هذا كان من المفترض أن يعطيه فكرة عن عمر الصبي. وإذ تظاهر بأنّه مهتم بالسجود لمن يريدون هم السجود له، أطلقهم إلى بيت لحم ليبحثوا عن الصبي، ومتى وجدوه أن يرجعوا إليه ويخبروه، وتابع بعد أن هداهم ملاك الرّب بهيئة نجم إلى موضع الصبي، سجدوا وقدّموا له الهدايا لبانًا ومرًّا وذهبًا، وإذ همّوا بالعودة إلى بلادهم عن طريق أورشليم، أُوحي إليهم في حلمٍ فانصرفوا في طريق أخرى، أمّا الصبي وأمه فأخذهما يوسف، بأمر الملاك، وانحدر بهما إلى مصر.
وواستطرد:" انتظر هيرودوس بفارغ الصبر عودة المجوس فلم يعودوا ولا أرسلوا له خبرًا بشأن الصبي. ولما طال انتظاره، على غير طائل، تيقّن أنهم سخروا به وخدعوه، فاستبدّ به غضب شديد وقام فأرسل إلى بيت لحم والتخوم وقتل جميع الصبيان فيها من عمر سنتين فما دون على حسب الزمان الذي تحقّقه من المجوسن ولفت إلى أن هؤلاء هم الشهداء الأوائل الذين سقطوا باسم الرّب يسوع بعد ولادته بالجسد، من هنا يبدو مقتل أطفال بيت لحم رسمًا لمعاناة شعب الله للمؤمن به في كلّ تاريخه وإيذانًا بتمام وعود الله بأنبيائه في تجسّده.