رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا بعد إعلان الاتفاق؟.. سيناريوهات الوضع في بريطانيا بعد بريكست

جريدة الدستور

أيام قليلة، ومع بداية العام الجديد 2021 تشهد بريطانيا مرحلة جديدة في تاريخها، كونها ستصبح دولة مستقلة بعيدة عن الاتحاد الأوروبي، وذلك عقب الاتفاق على الخروج من الاتحاد الأوروبي "البريكست" الذي تم الإعلان عنه أمس الخميس.

وترصد "الدستور" كل ما يتضمنه اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتسلسل الزمني لبريكست منذ التصويت عليه وبنود الاتفاق النهائي ومستقبل بريطانيا بعد الخروج:

-المراقبون منقسمون بشأن مستقبل بريطانيا
وانقسم المراقبون فريقين حول توقعاتهم لمستقبل بريطانيا عقب الخروج من الاتحاد الأوروبى بعد 50 عاما من الارتباط، الفريق الأول بزعامة بوريس جونسون والذي يتوقع مستقبلا أفضل لبلاده، والفريق الثاني بزعامة مناهضو الخروج الذين يتوقعون أن خروج بريطانيا من الاتحاد بمثابة الضربة القاضية لها.

وخرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي رسميا في 31 يناير 2020، ولكنها استمرت في التزام قواعده خلال الفترة الانتقالية التي تنتهي في 31 ديسمبر، وبدءا من الأول من يناير 2021 ستكون الدولة مستقلة.

-أبرز محطات بريكست منذ طرح الفكرة وحتى توقيع الاتفاق على الخروج
في يناير 2013 وعد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بإجراء استفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبى لو فاز المحافظون في الانتخابات العامة عام 2015.

وعقب عامين وتحديدا في مايو 2015 حقق المحافظون بشكل غير متوقع مكاسب كبيرة في الانتخابات على حزب العمال، وحصلوا على الأغلبية في مجلس العموم، وتعهد كاميرون بتنفيذ وعده بإجراء استفتاء على البقاء في الاتحاد الأوروبي.

وفي يونيو 2016 صوتت بريطانيا لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي في نتيجة صادمة للاستفتاء بدعم 52%، واستقال كاميرون سريعا من رئاسة الحكومة.

وعقب شهر واحد تولت تريزا ماى رئاسة الحكومة ورغم دعمها للبقاء في الكتلة الأوروبية إلا أنها تعهدت بالارتقاء أمام تحدى التفاوض على خروج بريطانيا.

في نوفمبر 2016 أصدرت المحكمة العليا البريطانية حكما ضد الحكومة، وقالت إن البرلمان يجب أن يجري تصويتا على المادة 50 من الاتفاق حول الاتحاد الأوروبي، وهي الآلية التي تبدأ الخروج من الكتلة.
مارس 2017 أطلقت ماى المادة 50، وقال رئيس المجلس الأوروبى فى هذا الوقت دونالد تاسك إنها ليس مناسبة سعيدة.

وفى إبريل 2017 أعلنت ماى إجراء انتخابات عامة مبكرة في 8 يونيو، ولكنها خسرت الأغلبية فى حزب العموم، وأصبحت تترأس حكومة أقلية من المحافظين فى تحالف مع الحزب الوحدوي الديمقراطي.

وفى سبتمبر من العام ذاته اقترحت ماى فترة تنفيذ لعامين قبل إتمام خروج بريطانيا بمغادرة السوق الموحدة.

وفى يوليو 2018 وافقت الحكومة في اجتماع على خطط بريكست الجديدة لماى، ومنها إنشاء منطقة تجاري حرة أوروبية بريطانية جديد للبضائع، لكن لم يكن الجميع راضيا عن هذه التسوية.

وعقب الموافقة على خطة ماى استقال وزير شئون بريكست ديفيد ديفيس احتجاجا، وأعقبه بوريس جونسون الذي كان وزيرا للخارجية، وقال إن الخطط تعنى أن بريطانيا ستكون مستعمرة للاتحاد الأوروبي.

وفي نوفمبر 2018 قالت ماى بعد اجتماع حكومي، إن الحكومة وافقت على مسودة اتفاق انسحاب بريكست لكن دومنيك راب وزير شئون بريكست استقال احتجاجا.

وفى العام ذاته، أيدت دول الاتحاد الأوروبي الـ 27 اتفاق بريكست.

يناير 2019 رفض البرلمان البريطاني خطط ماى لبريكست في تصويت تاريخي برفض 432 مقابل موافقة 202.

وفى مارس 2019 طلبت ماى مد فترة التفاوض على بريكست حتى 30 يونيو، وبنفس الشهر تم رفض اتفاق ماى للانسحاب للمرة الثالثة من قبل البرلمان قبل يوم من الموعد المقرر لمغادرة الاتحاد الأوروبى.
وفى إبريل 2019 وافق الاتحاد الأوروبى على مد مرن لبريكست حتى 31 أكتوبر.

وأعلنت ماى استقالتها فى مايو 2019 من زعامة حزب المحافظين، وقالت باكية "سيظل دائما مصدر أسف عميق بالنسبة لى أننى لم أستطع إنجاز بريكست".

وفى يوليو 2019 تم انتخاب بوريس جونسون زعيما لحزب المحافظين ليصبح رئيس وزراء بريطانيا بعد هزيمة جيريمى هانت.

وفى أغسطس 2019 رفض رئيس المجلس الأوروبي جاك كلود جانكر طلب جونسون إجراء تغييرات كبرى على ترتيبات الحدود الأيرلندية فى اتفاق بريكست جديد.

وفى سبتمبر 2019 صوت البرلمان على قانون لمنع الخروج بدون اتفاق، وحاول جونسون الدعوة لانتخابات عامة مبكرة لكن فشل في الحصول على تأييد ثلثي النواب لذلك.

وفي أكتوبر 2019 قدم جونسون خططه الرسمية بشأن بريكست للاتحاد الأوروبى، وكشف سعيه لحل مشكلة الحدود الإيرلندية، وعقب فترة قليلة، أعلن توصل بريطانيا لاتفاق رائع مع الاتحاد الأوروبى لاستعادة السيطرة وخروج بريطانيا من الكتلة موحدة.

وفي أكتوبر من نفس العام وفي أول جلسة للبرلمان، سعى جونسون لدعم النواب للتصويت على خطته لكنهم أيدوا تعديلا يجبره على السعي لتأجيل الخروج.

وفي 28 أكتوبر وافق قادة الاتحاد الأوروبي على مد ثان لخروج بريطانيا حتى 31 يناير ما لم يصدق البرلمان على الاتفاق قبلها.

ونجح جونسون في رابع محاولة للفوز بتأييد مجلس العموم لإرجاء انتخابات عامة فى 12 ديسمبر.

وفي 12 ديسمبر 2019 في انتخابات جرت بوعد إنجاز بريكست، حصل جونسون على أغلبية 80 مقعدا في البرلمان، وعقب شر واحد من فوزه وافق مجلس العموم على اتفاق بريكست المطروح من جونسون.
وبنهاية يناير من العام الجاري أعلن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وبدء فترة انتقالية.

وفي 2 مارس 2020 بدء محادثات رسمية بين أوروبا وبريطانيا حول مستقبل علاقة المملكة المتحدة بالكتلة بما فى ذلك اتفاق للتجارة الحرة.

وتوقفت المحادثات المباشرة في مارس من العام الجاري بسبب وباء كورونا واستئنافها عبر الفيديو كونفرانس.

وفي يونيو 2020 أعلنت الحكومة البريطانية عدم مد الفترة الانتقالية لكنها تراجعت عن خطط لتنفيذ عمليات تفتيش كاملة على الحدود على الفور مع الكتلة في الأول من يناير.

في سبتمبر الماضي هددت المفوضية الأوروبية بريطانيا بإجراءات قانونية بعد الإعلان عن خطط لتشريع يمكنها من التراجع عن بنود في اتفاق الانسحاب مرتبطة بإيرلندا الشمالية، فيما يمثل انتهاكا للقانون الدولي.

وأعلن جونسون في أكتوبر من العام الجاري وقف محادثات التجارة، واتهم قادة أوروبا بالسعي لفرض مطالب غير مقبولة.

وفي نوفمبر الماضي تعهد جونسون ورئيسة المفوضية الأوروبية بمضاعفة جهودهم لإنجاز اتفاق مع الاعتراف بأن خلافات كبيرة لا تزال قائمة بين الطرفين.

وفى 21 ديسمبر الماضى وبعد تأجيل متكرر للموعد النهائي للمفاوضات وخلافات حول حقوق صيد الأسماك قدم داوننج ستريت عرضا حول حقوق الأساطيل الأوروبية فى الصيد من المياه البريطانية وطالب بتخفيض 60%، بينما كان الاتحاد الأوروبى يريد تخفيضا قدره 25% فقط.

وأعلن في 24 ديسمبر الماضي بعد 9 أشهر من المفاوضات، تم إعلان اتفاق تجاري بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي.

وخرجت بريطانيا عقب انتزاع اتفاق التجارة والأمن من الاتحاد الأوروبي، يتضمن بنودا عدة تتوزع على 2000 صفحة.

-بنود الاتفاق التي وقعت عليه بريطانيا مع الاتحاد:

1-الإعفاء من الرسوم الجمركية
أفادت صحيفة الجارديان اليوم الجمعة، أن الوصول إلى أحد أكبر الأسواق مع الإعفاء من الرسوم الجمركية حجر الأساس لاتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ويتجاوز صفقات الاتحاد الأوروبي مع كندا أو اليابان.

2-حركة التبادل التجاري
أفادت الصحيفة البريطانية بأنه سيكون هناك اعتراف متبادل بالبرامج والمعايير الموضوعة من قبل الطرفين، مما يعني أنه على المنتجين والتجار في المملكة المتحدة الامتثال للمعايير البريطانية والاتحاد الأوروبي في وقت واحد.

3-موقف المؤهلات المهنية خارج بريطانيا
وأوضحت الصحيفة أنه لن يكون هناك اعتراف تلقائي بالأطباء والممرضات والمهندسين المعماريين وأطباء الأسنان والصيادلة والأطباء البيطريين والمهندسين، مما يمكنهم من ممارسة عملهم في أي بلد أوروبي ضمن الاتحاد، بل سيتعين عليهم الحصول على اعتراف في الدولة العضو التي يرغبون في ممارسة عملهم فيها.

4-التنقل وحرية الحركة
لم يعد يتمتع البريطانيين بحرية العمل أو الدراسة أو بدء عمل تجاري أو العيش في الاتحاد الأوروبي، بل ستكون التأشيرات مطلوبة لأي إقامة التي تزيد عن 90 يوما إلا أن تنسيق بعض مزايا الضمان الاجتماعي مثل معاشات الشيخوخة والرعاية الصحية سيجعل من الأسهل العمل في الخارج ولن يفقد أي تراكم سابق للمساهمات في التأمين الوطني.

5- مياه الصيد البريطانية عقب الخروج
كانت مسألة الوصول إلى مياه الصيد البريطانية الغنية أحد أبرز القضايا العالقة في المحادثات بشأن مرحلة ما بعد بريكست، ونص الاتفاق النهائي على تخلي الصيادين الأوروبيين عن جزء من حصصهم الحالية.

وأكدت الصحيفة أن تلك النقطة شكلت واحدة من أصعب مجالات التفاوض بين الطرفين، لأن من شأنها أن تضع حلولا للنزاعات التجارية لعقود قادمة.