وداعا 2020.. كيف تغير العالم بعد عام من تفشى فيروس كورونا؟
عام مر علينا منذ الإعلان عن اكتشاف فيروس كورونا "كوفيد 19"، في الصين والذي انتشر لاحقا في عموم دول العالم، مسجلا أكثر من 78 مليون إصابة وحوالي مليون و700 ألف حالة وفاة، محدثا تغيرات اقتصادية وسياسية.
من أبرز التغيرات السياسية التي أحدثها كورونا:
- ضعف تأثير المنظمات والتكتلات الدولية:
تسبب الفيروس في التأثير على عمل منظمات دولية بينها منظمة الصحة العالمية التي وجهت لها اتهامات بالتستر على وجود الوباء ما ساعد في تفشيه بصورة أوسع.
واعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخروج من منظمة الصحة العالمية ووقف تمويله والذي يقدر بحوالي ملياري دولار سنويا.
لم تتأثر المنظمة الدوليه فقط بل تأثرت تكتلات دولية وإقليمية أخرى مثل الاتحاد الأوروبي الذي فشل في خلق آلية تعاون بين أعضائه لمكافحة الوباء رغم الاتفاقيات القوية بين أعضائه ما أثار الشكوك في قدرات وإمكانيات هذا التكتلات الجماعية.
ولم تستطع منظمات دولية مثل الأمم المتحدة إجبار الدول الكبرى والشركات العالمية على ضمان عدالة وصول وتوزيع اللقاحات وعدم احتكار هذه الأدوية لأسباب تجارية متجاهلة عدد ضحايا هذا الوباء.
غلق الحدود:
تسبب الوباء منذ بدء تفشيه في غلق الحدود بين الدول وانعزالها عن بعضها البعض مهما تسبب في أضرار كثيرة وإن كان بينهم علاقات واتفاقيات قوية، ما أضعف مفاهيم التعاون بين الدول والتسبب في خسائر اقتصادية وسياسية فادحة.
دور الدولة الوطنية واللجوء للمركزية:
أثبت فيروس كورونا أهمية وجود الدولة الوطنية بعد فشل سياسات الليبرالية والفردية في التصدي للوباء، واللجوء إلى المركزية من أجل السيطرة عليه.
دبلوماسية الوباء:
حاولت بعض الدول توظيف الوباء في خلق بعض علاقات التقارب أو الضغط على دولة ما عبر عرض مواد طبية ولقاحات مقابل تفاهمات معينة أو تحقيق مكاسب اقتصادية قد تكون مكلفة للدول المتلقية للمساعدات.
اتفاق بريكست:
أعلنت بريطانيا والاتحاد الأوروبي عن التوصل لاتفاق بشأن خروج المملكة من الاتحاد رغم وجود خلافات وتعنت شديد من قبل الطرفين، لكن ظروف كورونا وخاصة الموجة الثانية ساعدت في تسريع التوصل لاتفاق من أجل التفرغ لمواجهة الوباء ومحاولة إيجاد آليات تعاون بينهما، وهو ما أكد رئيس الوزراء بوريس جونسون بأنهم سيركزون على مواجهة كورونا والإرهاب.
انخفاض أسعار النفط:
تسبب فيروس كورونا في انخفاض أسعار النفط الذي كان بدأ التعافي، وصله سعره إلى مستوى 20 دولارا للبرميل إلا أنه بدأ يستعيد تعافيه عند مستوى 50 دولارا للبرميل، وسط مخاوف من انهياره مجددا بسبب الموجة الثانية من الجائحة قبل مرور عام على الموجة الأولى.
وأحدث انخفاض أسعار النفط خلافات سياسية بين الدول المصدرة بسبب كميات الانتاج للحفاظ على الأسعار، وتم التوصل مؤخرا لاتفاق في منظمة "أوبك" على عمليات التصدير وسط مخاوف من عدم الالتزام به.
خسارة ترامب:
كانت تداعيات فيروس كورونا من أبرز الأسباب التي أدت لخسارة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب للانتخابات أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، وفشل الأول في التعامل مع الفيروس لتسجل الولايات المتحدة أعلى نسبة إصابات ووفيات في العالم رغم أنها الدولة الأقوى.