«بابا نويل» في تذكار رحيله.. من هو القديس نيقولاوس؟
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الجمعة، بتذكار رحيل القديس نيقولاوس والمعروف باسم «بابا نويل».
ووفقًا لكتاب السنكسار الكنسي: في مثل هذا اليوم من سنة 58 للشهداء، وعام 342 ميلادية تذكارنياحة " رحيل" القديس نيقولاوس «مشهور في الغرب بإسم سانت كلوز وفي الشرق بإسم بابا نويل» أسقف مورا.
وتابع كتاب السنكسار الكنسي: كان اسم أبيه أبيفانيوس وأمه تونة، قد جمعا إلى الغنى الكثير مخافة الله، ولم يكن لهما ولد، ولما تقدما في الأيام تحنن الله عليهما ورزقهما هذا القديس، الذي امتلأ من النعمة الإلهية منذ طفولته.
وتابع: ولما كبر أظهر نبوغًا في تَلقىِّ العلم، مما دل على أن الروح القدس كان يلهمه، ومنذ حداثته عرف علوم الكنيسة ورسم شماسًا، فعاش عيشة النسك والفضيلة، ولما رأوا تقدمه في النعمة رسموه قسًا.
مستكملًا: وأعطاه الله موهبة عمل الآيات وشفاء الأمراض وإخراج الشياطين، وكان بمدينة مورا رجل غنى أحنى عليه الدهر وفقد ثروته حتى احتاج إلى القوت الضروري،وله ثلاث بنات قد تجاوزن سن الزواج ولم يتزوجن بسبب فقر والدهن فوسوس له الشيطان أن يوجههن للعمل في الأماكن الشريرة.
وتابع كتاب السنكسار الكنسي: فكشف الرب للقديس نيقولاوس ما اعتزمه الرجل فأخذ كيسًا به مائة دينار وألقاه ليلًا من نافذة منزل الرجل، فاندهش الرجل وفرح، واستطاع أن يُزوِّج ابنته الكبرى.
مضيفًا: وفي ليلة أخرى ألقى القديس كيسًا آخر من النافذة، فتمكن الرجل من أن يزوج ابنته الثانية، واشتاق الرجل أن يعرف هذا المُحسن، فسهر حتى وقت سقوط الكيس الثالث، فأسرع ليرى مَنْ الذي ألقاه وعرف أنه القديس نيقولاوس، فخرَّ عند قدميه وشكره لأنه أنقذ بناته من فقر المال ومن سوء السيرة.ولما تنيَّح أسقف مورا، اختاره الشعب ليكون أسقفًا على مورا. فأخذ على عاتقه أن يكون الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف.
وواصل: وبعد مدة أثار دقلديانوس الاضطهاد على المسيحيين وقبض على الكثيرين منهم وأقفل كنائسهم، وكان القديس نيقولاوس يشجعهم على احتمال الاضطهاد والتمسُّك بالإيمان فقبض عليه الجند، وعذبوه عذابات كثيرة، وبقى في السجن حتى ملك الإمبراطور قسطنطين وأخرج جميع المسجونين لأجل الإيمان وكان منهم هذا القديس، فعاد إلى كرسيه مكرمًا.
مُختتمًا: ولما اجتمع مجمع نيقية سنة 325م لمحاكمة أريوس كان هذا الأب من بين المجتمعين، ثم رحل بعد أن أقام على كرسى الأسقفية أكثر من أربعين سنة، وكانت سُنوّ حياته تناهز الثمانين عامًا.