إبراهيم عبدالمجيد: قدمت رجل المستحيل لاتحاد الكتاب
قال الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد إن:" هناك مشكلة في مصر وأعتقد أنها انتهت الآن لكنها كانت سائدة، وأن الأدب هو نوع واحد فقط من الكتابة وهو الذي يكتبه يوسف إدريس ونجيب وليس هناك أنواع أخرى، ويخرجون منه الكتابات البوليسية والخيال عالمي والأطفال وحتى القصص المصورة، وكل هذا يعبرونه خارج إطار الأدب وهذه أكبر غلطة لأن الأدب هو شكل من أشكال الإبداع له تجليات مختلفة وجماهير مختلفة، حتى الذين يكتبون الأدب العادي لم يكونوا مثل بعضهم، فبعضهم كان يجب نجيب وبعضهم كان يحب يوسف إدريس، إذا كل كاتب له جمهور وكل أدب له جمهور.
وأضاف في تصريح خاص لـ"الدستور":" الأدب الذي ينتمي للخيال العلمي أو الأدب البوليسي به عنصر التسلية والمغامرة، وكله أفكار متخيلة من الألف للياء، الخيال لدينا في رواياتنا واقع مضاف غليه الخيال، ولكن في هذه الاعمال هو خيال كلي، وهذا النوع من الكتابة ممتع جدًا لأصحاب السن الصغيرة، وأنا أذكر أنني في صغري كنت أحب قراءة سندباد مثلًا، وفي المرحلة الإعدادية قرأت روايات بوليسية مترجمة لأجاثا كريستي وغيرها، وكانت ممتعة جدًا لي.
وتابع:" ولكن هنا الدينا خطأ أن هذا ليس أدب، لماذا هو لي أدب، الأدب لا يشبه العلوم، هنا لا تقول المربع شكل واحد، والعلم كل شيء معروف فيه، لكن الأدب تجليات روحية، وأنا من النوع الذي يملك رحابة صدر وهذا ليس بمزاجي، ولكن التاريخ فعلًا يقول هذا، أجاثا كريستي مثلًا وزعت مليار نسخة، أكثر من كل أدباء إنجلترا مجتمعين، هي تملك جمهورًا يحب التسلية، ويترك كتابها في أي مكان وأدبها ليس به أبعاد فلسفية أو إنسانية، ولكنها كاتبة كبيرة جدا، ونحن الآن حين نرى الأفلام الأمريكية فنستمتع بمشاهدتها وتباع أكثر من غيرهم، إذا العيب فينا نحن.
وأكد:" أما نبيل فاروق فأذكر أنني في أواخر التسعينيات كنت عضوًا بمجلس إدارة اتحاد الكتاب مع سعد الدين وهبة، وحين أذهب للزمالك أمر على الاتحاد واقضي بعض الوقت فيه، وفي إحدى المرات وجدت نبيل فاروق خارجًا من الاتحاد وعلى ملامح وجهه ضيق شديد، كانت هذه هي أول مرة أقابل فيها نبيل فاروق وآخر مرة فلم أره بعد ذلك، المهم أنني سألته فأخبرني أنهم لم يقبلوا عضويته باتحاد الكتاب.
وأشار عبدالمجيد إلى:" في أواخر التسعينيات كنت عضوًا منتخبًا بمجلس اتحاد الكتاب برئاسة سعد الدين وهبة، وفي مرة كنت في الزمالك فمررت على الاتحاد لأرتاح قليلًا، ووجدت نبيل فاروق خارجًا من باب الاتحاد كانت أول مرة أراه وجهًا لوجه، والأخيرة أيضًا، ووجدته ومتضايق فسالته فقال لي: رفضوا عضويتي في الاتحاد"، فاستنكرت ذلك، ودخلت فوجدت الموظف، وقلت له "أعطني التقرير الخاص بنبيل فاروق"، ووجدت في التقرير أنهم لا يعتبرون ما يكتبه أدب، فقلت للموظف:" هل هناك أحد من اللجنة هنا؟"، فقال لي:" كلهم مجتمعون في الداخل"، فدخلت إليهم فأمسكته وأخبرتهم أن هذا الكلام لا يصح وأن نبيل فاروق كاتب مهم جدًا، وهو يكتب نوع مهم جدًا من الكتابة، فوافقوا على منحه العضوية، فخرجت إلى نبيل فاروق وباركت له وقلت له:" الآن يمكنك أن تدفع اشتراك العضوية"، وبعدها بشهر مثلا وجدته ضيف إحدى القنوات ويتحدث عني وعن دخوله اتحاد الكتاب ويقول إن إبراهيم عبد المجيد هو السبب في دخولي لاتحاد الكتاب، هو انسان جميل وعنده أصل، لكنه يستحق أن يكون عضوا ونفس التقدير كنت أقدره لأحمد خالد توفيق، وهو كان يحبني جدا لأني أقدر كتاباته، وهو نوع من الكتابة لا نكبته نحن ولكنه نوع سائد وله قراء أكثر من قرائنا.
وواصل:" أحمد خالد توفيق قابلته مرتين في دار ميريت وكان يحترمني جدًا وفي مرة قلت له:" أنت واقف ساكت ليه يا أحمد؟"، فقال لي:" أنا مش مصدق أن أنا بتكلم معاك"، فضحكت وقلت له:" أنت واخد كل الجمهور بتاعنا يا أحمد"، وضحكنا، وهما بالفعل جعلا الشباب يقرأون ونوع كتاباتهم مطلوب جدًا.
وفي الأخير قال:" هناك مسابقة أقوم بالتحكيم فيها مع الدكتور حسين حمودة ونوال مصطفى، هي مسابقة رواية، ونتلقى حوالي 80 رواية في هذه المسابقة، ولك أن تعلم أن هناك 60 رواية منهم متأثرين إما بأحمد خالد توفيق أو بنبيل فاروق، فهما قاما بعمل جيل من الكتاب أيضًا، نحن لا نعرفهم لأننا مهتمون بالأدب الذي نكتبه ولكن يجب أن نهتم بهذه النوعية من الأدب أيضًا ويكتبون عنه وما إلى ذلك.