الإندبندنت: أزمة المناخ أكبر تحدي بعد انتهاء كورونا وبريكست
ذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أنه عندما يتم تجاوز أزمة تفشي فيروس كورونا والآثار المترتبة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، ستصبح أزمة تغير المناخ مرة أخرى أكبر التحديات التي نجابهها.
وقالت الصحيفة - في مقال افتتاحي أوردته في موقعها على الانترنت اليوم الأربعاء- إن الحكومات والجمهور باتا متصالحين بشكل تدريجي مع التغييرات اللازمة للعيش المستدام في المستقبل.
وأضافت الصحيفة أنه من المؤكد أن كوفيد وبريكست هما التهديدان الأكثر إلحاحا على الصحة والازدهار، ومع ذلك تظل أزمة المناخ التحدي المطلق في عصرنا، مشيرة إلى أنه تم إهمال هذه الأزمة خلال الأشهر الماضية، ولكن كما تذكرنا لجنة تغير المناخ في المملكة المتحدة، لم تختف تلك الأزمة.
واستطردت الصحيفة قائلة " إن فيروس كورونا أطلق العنان للتغييرات في أسلوب حياتنا - وسيحدث ذلك أيضًا بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي - غير أنه ستكون ثمة حاجة إلى المزيد والمزيد من التعديلات الدائمة إذا ما أردنا الحفاظ على الحياة بالشكل الذي نعرفه على هذا الكوكب، ومن ثم فإن أزمة تغير المناخ هي نمط آخر من التحدي يختلف عن أي شيء شاهدناه خلال العقود الأخيرة - فهي تهديد وجودي ضخم لا هوادة فيه ".
وأشارت إلى أنه في خلال السنوات الأخيرة، كان هناك الكثير الذي يدعو للتشاؤم بشأنها، وفي الوقت الذي اتبعت فيه دول مثل الصين والبرازيل وإندونيسيا والهند نهج الغرب وزادت وتيرتها في التنمية الاقتصادية - وتم انتشال الملايين من الفقر - تسارع التدهور البيئي أيضًا وتم تقويض اتفاقية باريس للمناخ على الرغم من أنها ضعيفة بالفعل، ويرجع ذلك إلى التصميم على إنكار قضايا المناخ من جانب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وعلى مدى فترة أطول، رفضت أمريكا وروسيا وأستراليا الإنضمام بإخلاص إلى الجهود المبذولة والرامية إلى الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
واختتمت الصحيفة البريطانية مقالها قائلة: " لكن الزمن الآن تغير ونحن لا نسمع الكثير كما سمعنا ممن أنكروا قضايا المناخ، فثمة قبول عالمي أوسع نطاقا للمشكلة، إن لم يكن للحلول، كما تضع المزيد والمزيد من البلدان والمدن أهدافًا طموحة لخفض الانبعاثات ".
وتُتيح قمة مؤتمر الأطراف السادس والعشرين للمناخ التابع للأمم المتحدة في جلاسكو العام المقبل فرصة جيدة لإعادة الجهود الدولية إلى مسارها الصحيح، على الرغم من أن موقف الحكومة البريطانية الذي وصفته الصحيفة بالمتعجرف تجاه الحدث، والذي كشفت عنه كلير أونيل، وكيلة الوزارة المختصة في شؤون المناخ والطاقة والتي أقالها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ليس واعدًا.