«إندبندنت»: لن نسمح للتنافر السياسي بإفساد علاقة مواطنينا والأوروبيين
رأت صحيفة الاندبندنت البريطانية أن حالة التنافر السياسي القائمة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي يتعين ألا تكون سببا في إفساد العلاقة بين المواطنين البريطانيين ونظرائهم الأوروبيين مؤكدة أنه في الحياة العملية والشخصية، يتعين علينا أن نسمو فوق السياسة والمشاحنات اليومية.
وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي أوردته في موقعها على شبكة الانترنت اليوم الاثنين - إنه سيتم تحديد نتائج المفاوضات حول العلاقة التجارية المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في غضون الأيام القليلة المقبلة. واستشهدت الصحيفة بافتتاحيتها التي نشرتها بالأمس، والتي رأت فيها أن عدم التوصل إلى اتفاق سيكون بمثابة فشل سياسي ذريع للقيادة السياسية من الجانبين. وأنه من مصلحة الجانبين بشدة التوصل إلى تسوية، مشيرة إلى أن العواقب الاقتصادية لعدم القيام بذلك ستكون وخيمة بالتأكيد.
وأضافت الصحيفة أن المناقشات تدور حول التجارة، وأن العواقب المباشرة تتعلق بالاقتصاد. غير أن ثمة قضايا أوسع نطاقا تقف وراء هذه العواقب ألا وهي الكيفية التي ستتعامل بها المملكة المتحدة وجيرانها في القارة مع بعضهم البعض على الأصعدة الاجتماعية والسياسية والإنسانية، مشيرة إلى أنه أيا كانت النتيجة الآن، فسيستمر العديد من المواطنين البريطانيين في العيش والعمل في دول الاتحاد الأوروبي، وسيقومون بزيارة هذه الدول بغرض العمل أو الترفيه، والمساهمة في الدول المضيفة لهم.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على نفس المنوال، سيستمر ملايين من المواطنين الأوروبيين في العيش وكسب الرزق في المملكة المتحدة وسيضطلعون بدورهم في المجتمع البريطاني. وسيستمر الترحيب بهم سواء كانوا مقيمين أو زائرين.
وألمحت الصحيفة إلى أن "توتر العلاقات" مع الأوروبيين الآخرين لن يمثل شيئًا مقارنة بتوتر العلاقات بين أولئك الموجودين بيننا الذين لا لوم لهم في تمزيق مستقبلنا ومستقبل أطفالنا وأحفادنا وبين أولئك الذين صوتوا لصالح هذا التمزيق بل وأصروا على تنفيذه. وبالنظر إلى أن احتمالات أن يكون هناك 48 من بين كل 52 شخصا قابلناه قد صوت لصالح هذا الأمر، فسيكون ذلك الوضع محبطًا للغاية.
وقالت الصحيفة: نحن ندخل في مستنقع من الفوضى بعدم التوصل إلى اتفاق وسيستغرق ظهوره عقودًا.
واختتمت الصحيفة البريطانية مقالها قائلة إنه سيكون هناك حتمًا المزيد من البيروقراطية والتي ستشكل حواجز بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي - وهذا بالضبط ما صوتت له غالبية من صوتوا على الاستفتاء.
فمنذ فترة طويلة، يتم تصوير الاتحاد الأوروبي على أنه مكيدة جديرة بالازداء وأنه الأفضل تركها وراء ظهورنا، كما أن توتر العلاقات ليس سوى إحدى النتائج الحتمية والمقصودة من ذلك.