خبير فرنسي: توقيت زيارة السيسي إلى باريس حاسم ويبعث برسالة قوية
أكد رولاند لومباردي المؤرخ والكاتب والمحلل الفرنسي المتخصص في العلاقات الدولية والقضايا الجيوسياسية والأمنية والدفاعية لمنطقة الشرق الأوسط، أن توقيت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى فرنسا التي بدأها اليوم الأحد، يبعث برسالة قوية.
وقال لومباردي في تصريح لـ"الدستور"، إنه في سياق التوترات في شرق البحر الأبيض المتوسط الناتجة عن استفزازات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المنطقة، فإن الزيارة تعد أفضل تعبير لفرنسا ومصر لإثبات أنهما يعززان علاقاتهما ويتحدان في مواجهة التهديدات من تركيا.
وأوضح أن فرنسا ومصر دولتان كبيرتان مهمتان دوليًا وليس في منطقة البحر الأبيض المتوسط فقط، مضيفا أنه يجب أن تؤكد باريس والقاهرة خلال لقاءات السيسي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمسئولين الفرنسيين رفيعي المستوى، تقارب وجهات النظر حول القضايا الساخنة في المنطقة.
وأشار لومباردي إلى أن هناك عدة قضايا سيبحثها السيسي مع ماكرون، وأبرزها ملفات ليبيا وشرق البحر الأبيض المتوسط حيث تدافع فرنسا ومصر عن أمن واستقرار المنطقة، وتندد بزعزعة الاستقرار التي تتسبب فيها تحركات تركيا، وسيكون ملف الحرب على الإرهاب حاضرا أيضا.
وتابع في تصريحاته، أن المباحثات ستتضمن إعادة إطلاق العديد من الشراكات التجارية بين البلدين في كل المجالات الاقتصادية والثقافية والمدنية والعسكرية.
وتوقع الخبير الفرنسي أن يثير الرئيسان خطر الإسلام السياسي لجماعة الإخوان الإرهابية المدعومة تركيا، فضلا عن أن ماكرون سوف يعمل على تهدئة الجدل الذي أثارته الرسوم المسيئة مع السيسي، كما فعل مؤخرًا في القاهرة، عندما أرسل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، لمساعدته في ذلك.
وكشف لومباردي أن الجدل الذي أثير كان مبنيا على أكاذيب أو مبالغات تم تنظيمها من قبل الإخوان وأنقرة، وهدف الرئيس الفرنسي هو إيصال رسالة جنبا إلى جنب مع السيسي، لتهدئة الأمور.
واختتم لومباردي تصريحاته قائلا إن العلاقات بين مصر وفرنسا ضرورية وذات أهمية كبرى، وخاصة في ظل التغيرات الحالية بالعالم، وتحديدا مع إدارة أمريكية جديدة، فلابد أن تظل فرنسا داعما قويا لمصر، فضلا عن أن فرنسا ومصر لديهم الأعداء نفسهم وهم أردوغان، والإخوان الإرهابية، والإسلام السياسي، والإرهاب، الأمر نفسه ينطبق على أزمة المهاجرين، حيث مصر تقوم بدور دولي كبير لوقف الهجرة غير الشرعية، ويجب عليهما العمل يدا بيد من أجل الاستقرار والسلام والتنمية الاقتصادية في المنطقة.
يذكر أن الرئيس السيسي وصل اليوم الأحد إلى فرنسا في زيارة رسمية تلبية لدعوة من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، لبحث دعم التعاون بين مصر وفرنسا وآخر التطورات الإقليمية والدولية.