«طاقة وتعليم ومياه».. نتائج زيارة السيسي لجنوب السودان
استمرارا لمسيرة العلاقات المتميزة التي تربط مصر وجنوب السودان على المستويين الرسمي والشعبي، لأول مرة منذ استقلال السودان عام 2011 توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى مدينة جوبا لعقد لقاء قمة مع رئيس جمهورية جنوب السودان، سلفا كير.
وقال جمال رائف، المتخصص في الشأن الدولي، إنها "تعد زيارة تاريخية؛ لأنها أول زيارة من نوعها لرئيس مصري في جنوب السودان، حيث إننا ننقل العلاقات من التعاون للشراكة الاستراتيجية، وهنا نتحدث عن ثلاث أطر رئيسية مصر تنتهجها لدعم العلاقات الجنوب سودانية".
وأضاف "رائف" في تصريحاته لـ"الدستور" أن الإطار الأول هو السياسي، فمصر تدعم التهدئة داخل الجنوب السوداني، أعلنت مصر دعمها لدولة جنوب السودان والاعتراف بها دولة مستقلة، وكانت دوما دافع للسلام الداخلي للجنوب السوداني لأن هذا سوف ينطبع على القرن الإفريقي، وما يمثله من بُعد سياسي مهم للأمن القومي المصري.
وأشار إلى أن الإطار الثاني هو البعد الاقتصادي، والذي شهد طفرة كبيرة، فمصر تتعاون مع جنوب السودان في مشروعات البنية التحتية والري والزراعة، وهناك دعم تقني وفني وتعليمي من خلال توجه التعليم العالي لإنشاء فرع من جامعة إسكندرية لتوفير كلية الزراعة والتمريض والطب البيطري، وهناك تشجيع للدولة المصرية للاستثمار في جنوب السودان.
وتابع: "ووزير الري المصري عقد اجتماع مع نظيره لتوفير مياه الشرب للأشقاء في جنوب السودان، ومازلنا نعمل على تنفيذ هذه المشروعات وتبني رؤية البنية التحتية للطرق والكباري والكهرباء مما يعزز التعاون الاقتصادي".
وختم: "الإطار الثالث وهو الجانب الإنساني، وهنا يبرز دور مصر كأحد الدول الإفريقية الكبرى التي تدعم أشقائها في الدول الإفريقية، فكانت المساعدات المصرية للجنوب السوداني خلال جائحة كورونا خير شاهد على ذلك، ومصر أيضا أنشأت المركز الطبي المصري في جوبا وتحرص على توفير الرعاية للأشقاء بجانب المساعدات والبعثات".
وكان أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي حرص مصر على نقل الخبرات المصرية وتوفير الدعم الفني وبرامج بناء القدرات للكوادر في جنوب السودان بمختلف القطاعات، وكذلك دفع التعاون الثنائي وتعزيز الدعم المصري الموجه إلى جهود التنمية في جنوب السودان، خاصةً مع وجود آفاق واسعة لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وكذلك التعاون في مجالات الزراعة والري والبنية التحتية والطاقة.