«رشاحات» تبتلع الأطفال.. سكان البدرشين ينتظرون«تبطين الترع»
في كل مكان، يلعب الأطفال أمام ديارهم، لكن هؤلاء الذين يقطنون بعض مناطق البدرشين، يواجهون مخاطر الموت غرقًا في مجارى مائية أطلقوا عليها «رشاحات» مغطاة بأكوام قمامة، تبتلع الصغار القرية إذا ما سقطوا فيها، وسط آمال ضعيفة بالنجاة.
جولة بين شوارع المدينة الأثرية، تكفي لرؤية أطنان من القمامة تُغطي المسطحات المائية في «الرشاحات»، التي يتساوى منسوب المياه في أكثرها بمستوى الشوارع التي تمر منها، بينما تُغرقها وتمنع المرور بها حال زيادة المنسوب، وتُعيق حركة قاطني المنازل.
«عبد التواب محمد»، أحد قاطني منطقة الجابري في ميت رهينة، يؤكد أن ابنه «محمد» من ذوي الاحتياجات الخاصة، في الثامنة عشر من عمره، سقط 4 مرات في الرشاح الذي يبعد بضعة أمتار عن باب منزله، مُطالبًا بردمه حافظًا على حياة أبنائه.
طيلة طريقنا بين شوارع المنطقة، لم نلحظ وجود ماكينات ري على ضفاف هذه الرشاحات، تُشير إلى أهميتها بين الكتل السكنية، وإحدى المدارس التي تفتح نوافذها على مجرى يمتلئ بالقمامة والحيوانات النافقة.
كان نداء الأهلي موجهًا للمسؤلين التنفيذيين بالمنطقة، ما قادنا للتواصل مع محمود شنب، رئيس مركز ومدينة البدرشين، الذي أكد أن دورهم لا يتخطى التوجيه بتحرك المُعدات لرفع كميات القمامة المتواجدة في هذه الرشاحات، غير أن ردمها أو تبطينها، أو استبدالها بمواسير (وهو الحل الأفضل من وجهة نظره) هو اختصاص وزارة الري المسؤولة عن هذه القنوات المائية.
وزارة الري بدأت بالفعل في المشروع القومي الذي وجه الرئيس السيسى بتنفيذه، بشأن «تبطين الترع» على مستوى الجمهورية، والذي يوفر نحو 5 مليارات متر مكعب من المياه المهدرة في بواطن الترع الطينية، ضمن المستهدف تنفيذه، ويبلغ 20 ألف كيلو متر من الترع في مصر.
ويأمل أهالي البدرشين، أن يصلهم قطار «التبطين»، بإدراج منطقتهم كأولوية في الخطة، إضافة لتغطية القنوات الواقعة بالكتل السكنية.