الاحتكار عبر «أوياك».. كيف سيطر رجال الجيش التركي على الاقتصاد؟
"احتكار".. سياسة اتبعها رجال الجيش التركي الذين لعبوا دورًا هامًا في انهيار الاقتصاد التركي في عهد أردوغان، بعدما سيطر اللواءات المتقاعدون على كافة أجهزة الدولة، حتى بات الجيش التركي والاقتصاد ينهاران معًا، في موقف يدل على فشل أردوغان في إدارته لشؤون الدولة.
- "سيطرة رجال الجيش التركي على أوياك"
أظهرت بعض الانقلابات التي شهدتها تركيا دور علاقة الجيش مع عالم الأعمال، حيث تولى رجال الجيش واللواءات المتقاعدون مناصب مهمة في كافة شركات «أوياك» (منظمة تضامن الجيش التركي وصندوق تقاعدي)، وتعرف ضباط الجيش على السوق الحرة والدخل العائد منها من خلال «أوياك» وبعد تقاعدهم احتلوا مكانة مهمة في مجالس إدارة الشركات القابضة والشركات الأخرى بـ«أوياك» وأصبحوا نماذج للضباط الذين سيتقاعدون فيما بعد.
- "60 شركة يمتلك فيها الجيش التركي أسهمًا"
ويمتلك الجيش التركي أسهم فى 60 شركة تعمل بكافة المجالات من السيارات إلى إنتاج الشيكولاتة، حيث أسس الجيش التركى عام 1961 مجموعته الاقتصادية "أوياك" والتي تأسست فى البداية من اقتطاع نسبة 10% من رواتب الضباط العاملين فى الجيش.
ويمتلك الجيش التركي العديد من الأراضي القيمة والمنشآت السياحية في العديد من الأماكن في تركيا، بجانب أنشطته التجارية، وفي السنوات الأخيرة، استولت إدارة أردوغان على بعض الأراضي التي يملكها الجيش في مراكز المدن واستخدمتها في مشاريع عقارية بقيمة مليار.
- "من يدير مجلس أوياك؟"
يدير مجلس إدارة "أوياك" نحو 100 ضابط من المستوى الرفيع في تركيا، وهي معفاة من الضرائب.
تشكل ميزانية الدفاع التركية أكبر بند في الميزانية مقارنة مع غيرها من القطاعات، إذ تبلغ 145 مليار ليرة (19.7 مليار دولار) في ميزانية عام 2020، وهو ما يمثل حوالي 13 بالمائة من إجمالي ومع إضافة العلاوات الممنوحة لشركات الدفاع الممولة من القطاع العام مثل "أصيلسان" و"روكيتسان" و"توساش" و"هافيلسان" و"تاي" والأموال الممنوحة لرئاسة الصناعات الدفاعية التركية يرتفع الإنفاق إلى 273 مليار ليرة أى ما يعادل أكثر من 25 بالمئة من الميزانية الوطنية.
والواقع يؤكد أن القوات المسلحة التركية تحتل مكانة مهمة في الاقتصاد سمحت بدخولها في علاقات وثيقة مع الشركات الرائدة في عالم الأعمال وعائلاتهم وأسماء مقربة منهم.
وبعد أن أصبحت «أوياك» بمثابة دولة داخل الدولة، أجرت اتفاقا مبدئيا في أغسطس الماضي لشراء شركة «بريتيش ستيل» عملاق الصلب البريطاني ولا تزال المفاوضات جارية.