حرب داخلية.. انتقادات واسعة لسياسات الحزب الحاكم في تركيا
تتعالى أصوات المعارضة في وجه سياسات الحزب الحاكم التي أدت إلى أزمات داخلية وخارجية على راسها الصراعات الداخلية بين أعضاء العدالة والتنمية، والأزمة الاقتصادية التي استقال على إثرها وزير المالية بيرات ألبيرق، وعدم القدرة على احتواء كورونا، فضلا عن تزايد القمع في البلاد.
- بذخ أردوغان ومقترح جمهوري
اعتزم حزب الشعب الجمهوري التركي تقديم مذكرة إلى مجلس النواب التركي لبحث الأسراف بالقطاع العام، في ظل ماتشهده تركيا من أزمة اقتصادية.
ووفقًا لموقع «تركيا الآن» اعتزم المقترح الذي وقعه نواب من الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري على رأسهم إنجين ألتاي، وإنجين أوزكوتش، وأوزجور أوزال، أن نفقات القصر الرئاسي تتزايد كل عام، فيما تحتل نفقات القصرين الصيفي والشتوي مكانة مهمة في الميزانية الرئاسية، فضلًا عن نفقات الطائرات الخاصة وأسطول المركبات الفاخرة.
وأضاف المقترح أن النظام الرئاسي في تركيا تسبب في ابتعاد البلاد عن القانون والديمقراطية، كما أشار المقترح عن تجاوز عدد العاطلين عن العمل 10 ملايين شخص، كما أصبح الحد الأدنى للأجور البالغ 2300 ليرة تركية، هو متوسط الأجر الفعلي.
وتابع نواب الشعب خلال المقترح، أن المواطنين دخلوا في فترة صعبة اقتصاديًا خلال تفشي فيروس كورونا، وزادت ديون الحرفيين، والمزارعين، والشركات الصغيرة والمتوسطة وكذلك الصناعيين للبنوك، بأكثر من تريليون ليرة تركية، خلال العامين الماضيين، لتصل إلى 3 تريليونات و700 مليار ليرة تركية، وفي الفترة نفسها ارتفع إجمالي الدين العام بنحو 800 مليار ليرة تركية، ليصل إلى تريليون و860 مليار ليرة تركية.
اتهامات لرجال السياسة في الحزب الحاكم بالتخفي وراء عباءة الدين
وسخر رئيس حزب المستقبل ورئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داود أوغلو، من طريقة استقالة وزير المالية التركي رجب طيب أردوغان، مشيرًا إلى أن الاستقالات الحكومية أصبحت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، لافتًا إلى أنها أصبحت شيئًا روتينًا.
وأشار داود أوغلو، في اجتماع رؤساء المقاطعات بمحافظة إسطنبول رجال الحكومة ممن يرغبون في الابتزاز السياسي يشاركون استقالاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بدلًا من تقديمها للسلطة المسؤولة، أو مواجهة الشعب في مؤتمر صحفي وإعلان أسباب استقالتهم.
وأكد رئيس حزب المستقبل، أن رجال السياسة يتسترون خلف عباءة الدين لإخفاء مصائبهم، وعلى الرغم من ذلك لا ينال أحد منهم رضا الشعب، وعن الإطاحة بالبيرق من وزارة المالية، قال: "الحمد لله أنه ذهب".
وأشار داود أوغلو إلى تصريح للرئيس التركي قال فيه إن البلاد ستشهد إصلاحات الاقتصادية وقضائية، قائلًا: "أخيرًا تذكر أردوغان توصياتنا للنهوض بالدولة، الآن يقول إن الثقة في الاقتصاد تتطلب العدالة".
حرب داخل العدالة والتنمية تلوح في الأفق
ومن جهتها، لوّحت الكاتبة الصحفية التركية ناجيهان ألتشي، أمس الإثنين، باحتمال نشوب حرب داخل حزب العدالة والتنمية، الحزب الحاكم، برئاسة رجب طيب أردوغان الرئيس التركي.
وأشارت «ألتشي» إلى صراعات على السلطة الداخلية في حزب أردوغان، مؤكدة أن أعضاء "العدالة والتنمية" يغيرون مواقفهم من وقت لآخر لحماية مناصبهم ومصالحهم في الدولة، بغض النظر عن مصلحة بلادهم.
وقالت في مقال نشرته بصحيفة خبر ترك، بعنوان "هذه المرة لا ينبغي تفويت فرصة الحرية والتعبئة القانونية"، إن خطابات أردوغان التي وصفتها بالاستفزازية تثير غضبها، خصوصًا التي قال فيها نحن بصدد انطلاقة جديدة تشمل الاقتصاد والقانون والديمقراطية.
مطالبات بالإفراج عن المعتقلين
وبالمثل هاجم رئيس حزب التقدم والديمقراطية ووزير الاقتصاد الأسبق، علي باباجان، نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واصفا أياه بأنه يروج في خطاباته لتحقيق العدالة والانتصار للقانون، على الرغم من تحول تركيا في عهده إلي دولة قمعية.
كما دعا باباجان في مؤتمر حزبه، للإفراج عن معتقلي الرأي في تركيا، ومن بينهم عثمان كافالا وأحمد التان.
وطالب باباجان بالكشف عن أسباب اعتقال عثمان كافالا، الذي مر على اعتقاله أكثر من ألف يوم، قائلًا حتى يومنا هذا لا يعرف كافالا التهم الموجهة إليه، جريمته أنه عبر عن رأيه.
وأشار باباجان، إلى تصريحه السابق أن تركيا في حاجة إلى قضاء مستقل وقانون قوي، الذي نسبه الرئيس التركي لنفسه، وقال: أتمنى أن يغشوا مرة أخرى ويطلقوا سراح المعتقلين.
وكانت النائبة بحزب الشعب الجمهوري عن مدينة إسطنبول، جمزة أكوش إلاجازدي، قد كشفت مؤخرًا تخطي عدد نزلاء السجون في تركيا عدد سكان 27 محافظة تركية.
الكشف عن حقيقة أعداد كورونا في تركيا
وأبرز باباجان معاناة تركيا مع كورونا، حيث أكد أن تركيا هي الخامسة عالميًا في عدد الإصابات اليومية بوباء فيروس كورونا المستجد.
وقال: "وفقًا لما نراه، فإن عدد الإصابات على الأقل بين 30 ألفا إلى 40 ألف حالة إصابة يومية".
وأضاف: "يخفون عدد الإصابات بالفيروس، لا يسمحون للناس بإجراء اختبار بسهولة خوفًا من ازدياد عدد الإصابات، مع الأسف أداروا فترة الوباء بطريقة سيئة، عندما ننظر إلى عدد الإصابات بالفيروس كل يوم في تركيا نراها بين الخمس دول الأكثر إصابة في العالم".
وتابع باباجان:" مع الأسف بسبب قمع الإعلام في بلدنا، فالحقيقة لا تظهر بشكل واضح على الإعلام، ولكن الحقيقة هي أن مواطنينا يعانون لإيجاد مكان في العناية المركزة، ويموتون بسبب ذلك، دولة كبيرة لا تتخذ تدابير ضد الوباء غير عبارة: ارتدوا القناع، هذا شيء غير مقبول، يجب أن تفعل كل ما هو واجب بخصوص هذا الأمر وباستشارة المختصين".
واختتم: "عندما قال اتحاد الأطباء الأتراك إن الأعداد التي تنشرها وزارة الصحة غير صحيح، وأننا نعمل في المشافي ونرى الأرقام أكبر من ذلك بكثير، اتهموا الاتحاد بالخيانة، لديهم تهمة الخيانة جاهزة لكل من يقول الحقيقة".